ندد منتدى الكرامة لحقوق الإنسان بالعمليات الإرهابية الخطيرة التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس وذهب ضحيتها أزيد من 130 من المواطنين الأبرياء وعشرات الجرحى، هذه العمليات مدانة بجميع المقاييس الدينية والقانونية والإنسانية والتي لا يمكن تبريرها بأي وجه كان يقول المنتدى، مقدما تعازيه إلى أسر الضحايا، مسجلا المنحى الخطير والمفزع للأعمال الإرهابية التي استهدفت مؤخرا كلا من تركيا، لبنان، وركاب الطائرة الروسية بمصر. ودعا المنتدى في بيان له توصلت "الرأي" بنسخة منه جميع الدول والحكومات والمؤسسات الدولية المعنية ومنظمات المجتمع المدني إلى ضرورة التفكير المعمق في بلورة مقاربة شمولية لمواجهة الإرهاب عبر اجتثاث أسبابه ودواعيه، "والانتباه إلى الاختلالات الجارية في النظام الدولي وفي العلاقات بين الدول وخاصة في المنطقة العربية والإسلامية، والتي تساهم في تغذية نزعات التطرّف والإرهاب"، وذلك بالعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ودعم حركة التحول الديموقراطي في البلدان العربية ورفع غطاء الدعم عن الأنظمة العربية المستبدة يضيف المنتدى. وعبر المنتدى عن قلقه من ارتفاع بعض الأصوات اليمينية المتشددة في أوروبا، داعيا جميع الحكومات الأوروبية والمنظمات الحقوقية وتيارات الفكر والثقافة إلى مناهضة كافة أشكال العنصرية ونزعات الإسلاموفوبيا التي تتعمد الخلط بين الإرهاب والإسلام، وأيضا العمل على تعزيز قيم التعارف والتعاون والتعايش بين الثقافات والحضارات والدفاع عن الحق في التنوع الثقافي والتعدد الحضاري، وحماية حقوق مسلمي أوروبا في إطار القوانين الجاري بها العمل. وسجل المنتدى تنامي خطر الإرهاب بشكل غير مسبوق، واتساع جغرافيته لتشمل عددا كبيرا من الدول، وعبر عن قلقه من التأثير السلبي لهذه الأحداث على الحقوق والحريات، والمتمثل في سن إجراءات استثنائية واعتماد مقاربات أمنية تبرر انتهاك الحقوق وتجاوز القوانين، مؤكدا أن حماية حقوق الإنسان واحترام كرامته وحرياته هي حقوق شمولية لا تخضع للتجزيء الظرفي ولا يجوز مصادرتها بأي شكل من الأشكال، مبرزا أنها تعد أداة أساسية في معركة مواجهة الإرهاب.