أعلن الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، الأكاديمي و الخبير الاستراتيجي في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية، أن هناك إستراتيجية وطنية وضعها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وسيتم الإعلان عنها أثناء مراسيم الاحتفال بالذكرى ال 40 للمسيرة الخضراء في غضون الأيام المقبلة، ومن أهدافها تدبير هذا الملف على أساس مقاربة تشاركية. كما اعتبر الفاتحي في ندوة نظمتها يوم أمس السبت جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب بشراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بوادي الذهب وبتعاون مع ولاية الجهة (اعتبر) أن الرؤية المتكاملة لورش الجهوية المتقدمة أصبح لها سياق قانوني جديد بعد إجراء انتخابات 4 شتنبر 2015 التي أفرزت تمثيلية سياسية محلية تستمد مشروعيتها من نسبة المشاركة المرتفعة لساكنة الصحراء في التصويت على منتخبيهم، وهو ما يمكن اعتباره اعترافا بمؤسسات الدولة وانخراطا إيجابيا فيها حسب المتحدث، مشيرا في الوقت نفسه إلى ما شهده المغرب من اصلاحات دستورية نوه بها المجتمع الدولي وجعلت المغرب نموذجا استثنائيا في المنطقة. و يرى الخبير الأكاديمي، أن التحدي والرهان المطروح الآن هو كيفية تنزيل وتفعيل هذه المشاريع والأوراش الموضوعة من طرف المجلس الاقتصادي، وهو تحدي قانوني أصبح المغرب الآن جاهزا لخوضه بعد الاستحقاقات الجماعية والجهوية الأخيرة، مبرزا في ذات الإطار أن هذه الندوة تأتي في سياق سياسي وطني يتميز باستقرار سياسي وحراك مدني من شأنه أن يساهم في حل نهائي لهذا الملف خصوصا أن الجهوية الموسعة وتطبيقها هو تهييء لتطبيق وتنزيل مبادرة الحكم الذاتي بالجهات الصحراوية الثلاث. من جهة أخرى أبرز المتحدث أن النظام الجزائري يتناقض مع نفسه في مواقفه بخصوص القضايا الإقليمية ومن نتائج هذا التناقض رفض الوساطة الجزائرية في القضية الوطنية لدولة مالي بسبب الدعم الجزائري للانفصال في الصحراء المغربية وهي عوامل في صالح المبادرات المغربية حسب الفاتحي.