شيع المئات من المواطنين والمواطنات، ظهر يوم الجمعة، جثمان رشيدة النويني، ضحية ما بات يعرف إعلاميا بفضيحة «البنج الفاسد» على خلفية إصابة الهالكة وشابة أخرى بغيبوبة وشلل شبه تام بعد عملية ولادة قيصرية بمصحة خاصة بسطات. ولم تمنع أشعة الشمس الحارة، ولا حالة الاستنفار الأمني التي فرضتها السلطات بالمدينة، انخراط المواطنين بشكل عفوي في مسيرة جنائزية مهيبة، حيث سار المشيعون الذين كانوا مؤازرين بفعاليات المجتمع المدني وهيئات حقوقية ونقابية بالجنازة مسافة كيلومترين مشيا على الأقدام في جو طغت عليه علامات الغضب والاستنكار الشديد على «فضيحة» وزارة الصحة، التي تسببت في «مقتل» امرأة في مقتبل العمر، وإصابة أخرى بشلل شبه تام. وردد المشيعون شعارات قوية في وجه السلطات، حيث رفعوا شعارات من قبيل "هذا عيب هذا عار المواطن في خطر" و"الوزير والمدير ماشي أطباء التخدير"، كما رفعوا شعارات أخرى مطالبة بكشف نتائج التحقيق وفتح تحقيق نزيه في الموضوع، وتفعيل مسطرة العقاب في حق المتورطين. وكانت الهالكة، قد لقيت حتفها بعد إصابتها بشلل وغيبوبة إثر خضوعها لعملية ولادة قيصرية يوم 15 ماي الماضي، بمصحة خاصة بسطات، وتم نقل بعد 6 أيام من الانتظار داخل مستودع الاموات بمستشفى ابن رشد الجامعي، وذلك بعد أن رفضت أسرة الهالكة تسلم جثتها حتى يفرج معرفة نتائج التحقيق. وخلف الحادث موجة غضب واحتجاجات عارمة لمدة أسبوع بمدينة سطات وجهة الشاوية، بسبب ما اعتبروه تهاونا في حق المواطنين أثناء خضوعهم للعمليات الطبية بالمستشفيات الوطنية.