طالب تيار "بلا هوادة"، المعارض لحميد شباط، داخل حزب الاستقلال، (طالبه) بتقديم استقالته، واصفا النتائج التي حققها الحزب بسببه ب"الكارثية". واعتبر تيار عبد الوحد الفاسي، في بيان له تتوفر "الرأي" على نسخة منه، أن حزب الاستقلال، حصل على "نتائج كارثية" في العديد من المناطق، و بصفة خاصة في كبريات مدن المملكة و من ضمنها مدنا كانت تعتبر قلاعا استقلالية بامتياز، معتبرا أن هذه النتائج "المؤسفة" تعود "لانتهاك أنظمة الحزب وقوانينه، واستهداف المناضلات والمناضلين، وفتح الباب أمام العديد من رموز الفساد، وحتى المتابعين أمام القضاء". وسجل البيان ذاته "التراجع الواضح على المستوى الوطني بثلاث نقط عن استحقاقات سنة 2009 حيث انتقلنا من نسبة 19% إلى نسبة 16% في الانتخابات الجماعية، وتراجع الحزب في الانتخابات الجهوية إلى المرتبة الثالثة، مما يعكس سوء التدبير للقيادة الحالية للحزب، نتيجة تهميشها للمؤسسات الحزبية المحلية والإقليمية و الجهوية في تدبير الانتخابات". وقال التيار إن "الأخلاق السياسية، واحترام الرأي العام، والغيرة على التنظيم، يُحتمون على كل مسؤول عن حزب سياسي تقديم استقالته بعد أي هزيمة مدوية، ناتجة عن سوء الاختيارات، وسوء التدبير"، في إشارة إلى وعد حميد شباط بتقديم استقالته إذا لم يحصل حزبه على المركز الأول في الاستحقاقات الأخيرة، مضيفا أن "منطق الأمور يقتضي الالتزام بما سبق أن صرح به هذا المسؤول بتقديم استقالته في حال الهزيمة دون أن يطلب منه أحد ذلك". وأكد البيان ذاته أن المغرب "لا يمكن أن يستمر في مكافأة انعدام الكفاءة، و الفشل"، واعتبر أن الأعراف السياسية "تقتضي من المنهزم الإقرار بهزيمته، و تهنئة الفائز، عوض البحث عن ذرائع واهية، و تبريرات مغلوطة للتشكيك في فوز المنافس المستحق". واستمر تيار عبد الواحد الفاسي في مهمته لحميد شباط، قائلا إن "فشل" تدبير المرحلة السياسية ناتج عن "غياب مشروع سياسي واضح المعالم، بعد محاولات نسف المشروع السياسي للحزب الذي أدى إلى نجاحات متتالية مع قوى الصف الديمقراطي منذ فجر الاستقلال إلى تأسيس الكتلة الديمقراطية." وأكد البيان ذاته أن "زمن امتهان السياسة لأغراض ذاتية نفعية قد انتهى، وزمن الغرور، ووهم عدم الفشل قد انتهى، لذلك المطلوب من هذه العينة السياسية الفاشلة أن ترحل في هدوء، لأن استمرارها يعني إبادة الحزب في قيمه وثوابته ومبادئه التي يقدرها الشعب المغربي، و القوى الوطنية الحية الحقيقية". ونوه تيار "بلا هوادة" بنسبة المشاركة التي اعتبرها "مهمة" لعموم المواطنات والمواطنين، وقال إنها "تؤكد تجاوب المواطنات والمواطنين مع النداء الملكي السامي"، كما سجل "الوعي والنضج الكبير الذي أظهرته الكتلة الناخبة خاصة مع تجار الانتخابات، والفاسدين وناهبي المال العام مما مكن من تقليص حضور آليات الفساد من جهة ، وسقوط الكثير من رموز هذا الفساد بعدد من الأقاليم و العمالات، الشيء الذي يعتبر درسا مهما في مسار تحصين الديمقراطية وتجويد أسسها المستقبلية ".