لم يفوت الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض، حميد شباط، فرصة تواجده بين خريجي المعهد العالي للإدارة، أول أمس الجمعة، ليوجه فوهة مدفعه من جديد لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، متهما إياه بالوقوف وراء تأسيس تيار من داخل حزب الميزان يعارض شباط، في إشارة إلى تيار «لا هوادة»، وخصص جزءا مهما من هجومه للقيادي الشاب في البيجيدي والكاتب الوطني السابق لشبيبة حزب المصباح، مصطفى بابا. حميد شباط، الذي كان يتحدث في حلقة للنقاش حول "الحكامة الحزبية" نظمته جمعية خريجي المعهد العالي للإدارة بالرباط بتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث التطبيقية لتواصل المدينة، اتهم حزب عبد الكريم الخطيب بالعمل على تأسيس "لا هوادة"، الذي تحول إلى جمعية يرأسها عبد الواحد الفاسي، نجل مؤسس حزب الاستقلال علال الفاسي. واعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال أن القيادي في حزب العدالة والتنمية لأنه "الناطق الرسمي" باسم تيار "لا هوادة"، موضحا أنه "أول من ينشر بياناته وقراراته"، في إشارة إلى تدوينات بابا على حسابه الرسمي على فيسبوك. شباط وصف عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام للبيجيدي، بأن "عقله صغير" لما تمسك بمحمد الوفا، الذي طرده حميد شباط من الحزب، وزيرا في النسخة الثانية من الحكومة. وقال شباط، في حديثه أمام قدماء طلبة المعهد العالي للإدارة، أن عبد الإله بن كيران وعبد الواحد الفاسي، يشتبهان في تعاملهما مع حزبيهما، مشيرا إلى "بن كيران كما الفاسي يحتفظ بأملاك ذراعه الدعوية، حركة التوحيد والإصلاح، في اسمه"، مضيفا أنهما "يرفضان الحكامة الحزبية ضد القانون". من جهة أخرى، اعتبر الزعيم الاستقلالي أنه "لا يمكن بناء أحزاب قوية بدون نهج حكامة رصينة في تدبير العمل الحزبي لترسيخ الشفافية والنزاهة في القرارات وتأطير المواطنين وتقوية انخراطهم في العمل السياسي"، منبها إلى ضرورة "القطع مع ممارسات الماضي لتقوية العمل الحزبي وتكريس الديمقراطية الداخلية، وتأهيل بنياتها وهياكلها وتحسين آليات اشتغالها التواصلية"، وأشار إلى أن "تجديد النخب وفتح المجال أمام المواطنين والأطر والكفاءات رهان أساسي ينبغي بلوغه حتما من أجل إعادة الثقة للمواطن في العمل السياسي". وحول طرد 31 من أعضاء حزب الميزان المنتمين لتيار "لا هوادة"، قال حميد شباط "لم نطردهم، بل استقالوا واختاروا عدم الحضور في ثلاث دورات من المجلس الوطني، وطبقت عليهم المسطرة". واعتبر شباط أن تأسيس عبد الواحد الفاسي ومحمد خليفة وغيره لتيار "لا هوادة" مرتبط بما أسماه "إشكال أنهم مازالوا مقتنعين بفكرة العائلة".