جميل جدا أن يفضح الإعلامي فساد السياسي، بل هذه رسالته وهي إحدى أهم وظائفه. وهكذا يفعل الصحافيون في الدول الديمقراطية، يجتهدون ويبحثون وينشرون، ولكن يتحملون مسؤولياتهم، وعندما يلجأ المسؤول إلى القضاء يكونون سعداء بذلك لأنهم سيدلون بكل الوثائق التي لديهم. الصحافي يحمل رسالة نشر المعلومة، وكلما كانت هذه المعلومة مثيرة ارتفعت شهرة جريدته وازداد معها الإقبال عليها وبالتالي ترتفع مداخيله و أرباحه، وهو حق مشروع. ونَشرُ نيني لفاتورة شوكولاتة الكروج يدخل في هذا الإطار، و أمام الكروج حلين لا ثالث لهما، إما تأكيد الخبر وتقديم الاستقالة بعد ذلك والاعتذار للشعب المغربي، أو نفيه واللجوء للقضاء لمتابعة الجريدة التي لم تقم بدورها في التمحيص والتدقيق. الكروج اختار الحل الثاني، لكن نيني لم يرضه هذا الحل، وهنا نحن أمام اتجاهين، إما أن نيني فوق القانون وأصبح شخصا مقدسا ولسان حاله يقول "سأعبث بصورتكم وسأنهش لحمكم و سأنشر المعلومة الصحيحة والخاطئة فإن أصبت فلي أجران، أجر نشر المعلومة و أجر مداخيل نشر المعلومة أي المال وإن أخطأت فلي المال وحده، الاتجاه الثاني هو أن نيني لا يثق في القضاء لكنه لجأ إليه لمواجهة زميل له في المهنة وطالبه بمال كثير (100 مليون سنتيم) وطالب بسجنه وهنا نحن أمام سكيزوفرينيا لكنها من نوع غريب و فريد جدا ستسمى "سكيزوفرينيا نيني"، لأن نيني رفض سابقا محاكمة الصحافيين وسجنهم. نيني كتب يوم الخميس مقالا عنونه ب "بنكيران يطوي فضيحة فاتورة الشوكولاتة برمي الكرة في ملعب الرميد" وأضاف "أن مصدرا في الحزب الحاكم قال للأخبار أن بنكيران وجد الفرصة للانتقام من الجريدة التي يصنفها في خانة المعارضة"، وهو اتهام صريح ومباشر لرئيس الحكومة وطعن واضح في القضاء، لايصدر إلا عن شخص فعلا مريض بالسكيزوفرينيا، و عاد في عدد يوم الجمعة ليقول لنا "أن المحل الذي اقتنيت منه الحلويات والشوكولاتة قام بتعويض قيمة الفاتورة لوزارة الوظيفة العمومية"، فهل الوزارة محل للبقالة أولبيع الزريعة تُستخرج منه الأموال وتُرجع بهذه السهولة، إذا كانت هناك فاتورة أسي نيني كما قلت وكانت هناك أموال دفعت من ميزانية الوزارة فالأمور تكون موثقة ومسجلة بوزارة المالية وبالخزينة العامة للملكة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال استرجاع هذه الأموال، ولكن مثل هذا الجهل والتخبط لا يمكن أن يصدر إلا عن شخص مريض بالسكيزوفرينيا.