يبدو أن الهزة التي أحدثها عبد اللطيف الحموشي في المديرية العامة للأمن الوطني مباشرة بعد تعيينه من طرف الملك محمد السادس، لم تؤتي أكلها بمدينة سلا، حيث عرفت المدينة انفلاتا أمنيا خطيرا في عدد من أحيائها، مما دفع الآلاف من ساكنة المدينة إلى البدء في التوقيع على عرائض يطالبونه فيها بإنقاذهم من العصابات التي أصبحت تقض مضجعهم، وحولت المدينة إلى شبه غابة على حد تعبير أحد مصادر "الرأي". وعرفت المدينة حسب ما أكدته عدة مصادر في تصريحات متطابقة ل"الرأي" تنظيم عدة وقفات احتجاجية تنتقد فيه تراخي جهاز الحموشي من القيام بدوره في حماية المواطنين، مما جعل العصابات الإجرامية تنتعش، حيث لم تعد تقتصر على السرقة وتهديد أرواح المواطنين، في الليل بل امتدت حتى إلى النهار وفي الأماكن الأكثر شعبية. وأفادت المصادر ذاتها أن ساكنة المدينة تعتزم تنظيم مسيرة كبيرة ستطالب فيها بعودة الأمن إلى المدينة، ووضع حد للتسيب الذي تعرفه في الآونة الأخيرة، مفيدة أن فعاليات المجتمع المدني تنسق فيما بينها للقيام بخطوات عملية تهدف إلى عودة الأمن للمدينة. وأكدت المصادر ذاتها أن المجرمين أصبحوا يفرضون حضر التجول على ساكنة المدينة، خصوصا في المدينة العتيقة، الملاح الجديد، حي سيدي موسى، طريق القنيطرة، شارع اوجادة، شارع الجولان، سعيد حجي، حي الإنبعات، الحي الرحمة، الواد… وعلمت "الرأي" أن أحد شباب واد الذهب تعرض للاعتداء الأسبوع الفارط، وحين توجه لوضع شكايته بكوميسرية حي واد الذهب، عومل بجفاء ولم يستسغ الحكرة، مما دفعه لحرق نفسه داخل نفس الكوميسارية وقد وافته المنية أول أمس الاثنين. يذكر أن صحافي "الرأي" عبد السلام كوراحي تعرض هو الأخر للسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض يوم الجمعة المنصرم في واضحة النهار، قرب العمالة بباب المريسة، وبدأ السارق يجيب على المكالمات الواردة على الهاتف الذي سرقه بكل جرأة.