خلص لقاء تواصلي لأحزاب تحالف اليسار بجهة الجنوب، خصص لمناقشة الأرضية السياسية لمشروع "فيدرالية اليسار الديمقراطي"، أول أمس الأحد (23 يونيو) بأكادير، إلى ضرورة الارتقاء بوعي أحزاب اليسار، وتجاوز نقط ضعفه وصراعاته الذاتية. ودعا ممثلو أحزاب اليسار الاشتراكي الموحد والطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي قوى اليسار الديمقراطي إلى استرجاع زمام المبادرة النضالية، والكف عن الازدواجية في الخطاب والممارسة، والعودة لساحة الكفاح الجماهيري، خصوصا بعد أن "أعادت الأزمة المالية والاقتصادية الاعتبار إلى فكر اليسار وأطروحاته"، حسب ممثلي الأحزاب الثلاثة. وذلك من أجل تحقيق "تغيير ملموس في ميزان القوى، وإحداث نقلة نوعية في الصراع السياسي، تتوج بإقرار الملكية البرلمانية كنظام حكم يكرس سلطة الشعب قانونا وممارسة". وبخصوص "فيدرالية اليسار الديمقراطي"، أكد مناضلوا تحالف أحزاب اليسار الذين قدر عددهم بحوالي 150 مناضل، حجوا من مختلف مناطق الجنوب المغربي، على التمسك بالأدبيات الاشتراكية ورصيد الحركة التقدمية والمواثيق الدولية للديمقراطية وحقوق الإنسان، بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كإطار مرجعي لهذا المشروع. وحددت الأحزاب المشاركة ثلاثة أهداف استراتيجية تؤطر مشروعهم في "فدرالية اليسار الديمقراطي"، يتمثل الهدف الأول في إصلاح عميق للنظام السياسي بتحويل الملكية التنفيذية إلى ملكية برلمانية كاملة المقومات والأسس، يؤطرها دستور ديمقراطي. بينما يتمثل الهدف الثاني في إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني باعتماد استراتيجية اقتصادية جديدة، منطلقها توفير شروط ومقومات إقلاع اقتصادي حقيقي يضع حدا لاقتصاد الريع والامتيازات. فيما حُدد الهدف الثالث في استكمال مهام التحرر الوطني، من خلال تثبيت السيادة الوطنية على الأقاليم الصحراوية، و تحرير سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، وتوحيد المغرب الكبير على أسس ديمقراطية وتقدمية. وبالموازاة مع ذلك، سطر ممثلوا أحزاب اليسار الديمقراطي في ملتقاهم الجهوي، مجموعة من الأهداف المرحلية، تتمثل في إعادة الاعتبار للتعليم العمومي من خلال إصلاحه إصلاحا عميقا، "لتمكين البلاد من مدرسة وطنية موحدة ومؤهلة لكسب تحدي التنمية الشاملة". إضافة إلى تحديث الثقافة الوطنية ودعمها استنادا على "هوية الشعب المتعددة الأبعاد (العربية الأمازيغية الإسلامية الإنسانية) بما يسمح بتجديد التراث الثقافي، والانفتاح على الاجتهاد المؤسس لنهضة تنويرية وحضارية حقيقية. ثم تحرير الإعلام العمومي من الوصاية الخانقة للدولة ودمقرطته، ليتحول إلى إعلام عصري ومتقدم، يعكس تعددية المجتمع المغربي السياسية والثقافية واللغوية، والمساهمة الفعالة لفدرالية اليسار الديمقراطي في "نضال قوى التحرر العالمي والحركات الاجتماعية الاحتجاجية من أجل مواجهة تحديات العولمة الليبرالية و حماية البيئة".