دعا شيوخ سعوديون حزب النور المصري ومن «يؤيده من علماء الدعوة السلفية بالأسكندرية»، إلى التراجع عن موقفهم بدعم سلطات الانقلاب العسكري، وأن «يتداركوا الموقف، ويدرؤوا الفتنة، وأن يتسقوا مع تاريخهم ومواقفهم السابقة، فيوقفوا هذا الخلط الذي يشوه المنهاج السلفي وأهله». وأعرب بيان للشيوخ السعوديين، اطلعت «الرأي» على نسخة منه، عن «ألمهم أن يُنسب إلى المنهج السلفي ما يقدح فيه بفعلٍ من بعض أبنائه»، منتقدا المواقف السياسية التي اتخذها حزب النور السلفي في مصر على مدار العام المنصرم، والتي قال إنها "ألحقت الضرر بمصالح الإسلام والمسلمين داخل مصر وخارجها، وذلك حين شارك الحزب مع العسكر والنصارى والعلمانيين في الانقلاب العسكري، وظهر ممثله جنبًا إلى جنب مع بابا الكنيسة وممثلي القوى العلمانية الرافضة للشريعة، ليكون ذلك الانقلاب بداية مرحلة تُحارب فيها الشريعة ويقصى فيها دين الله عز وجل". وأضاف البيان أن ذلك صاحبه "ما اتخذه الحزب من مواقف تجاه التيارات الإسلامية المخالفة له في توجهاته السياسية، تتناقض مع الأمر بالوحدة والولاء للمؤمنين والتعاون على البر والتقوى، في مقابل تقاربه مع القوى العلمانية بمختلف تصنيفاتها، واصطفافه معها، رغم ما تظهره من عداء للإسلام وأهله". وأكد الشيوخ السعوديون الأربعة والثلاثون الموقعون على البيان على "الخطأ الفادح العظيم لحزب النور في اصطفافه مع الانقلاب، وما ترتب عليه من تعطيل لأحكام الشريعة، وإسهامه في التسويق للدستور الجديد باسم الإسلام"، مستدركا "وهذا التأكيد لا يعني بأي حال التزكية المطلقة للوضع السابق للانقلاب ولا للدستور الذي كتب إبان تلك الفترة"، معتبرا أن وقوف علماء المسلمين في صف تأييد ما تم في ذلك العهد "كان دافعه إعمال قاعدة الموازنات الشرعية، التي تبيح ارتكاب بعض المحظورات أو ترك بعض المأمورات لدفع المفاسد الكبرى أو للعجز"، مشددا على أن "وضع مصر قبل الانقلاب خير من وضعها بعده في شؤون الدين والدنيا، وهذا كافٍ للحكم بتحريم هذا الانقلاب والإعانة عليه أو الإسهام فيه". وأيد البيان ذاته "ما اتفق عليه علماء المسلمين ودعاتهم من مواقف مواجهة لأعمال الانقلابيين، ومن ذلك الدعوة لمقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد، وعدم المشاركة بالتصويت عليه حتى ب(لا)"، معتبرا أن المشاركة في التصويت "تقتضي الاعتراف بالسلطة الانقلابية، التي ارتكبت خلال أشهر معدودة من عمرها مذابح عظيمة في حق المسلمين، وشنت حملات الاعتقال على الصالحين الناصحين، وحجمت من الدعوة الإسلامية وضيقت على دعاتها، وأغلقت المساجد والجمعيات الخيرية الداعمة للفقراء والمساكين، وأوقفت القنوات الفضائية الإسلامية، ومثل هؤلاء لا يجوز بحالٍ إعانتهم على بغيهم وعدوانهم". ودعا الشيوخ السعوديون العلماء والمؤسسات والجماعات والقوى الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، إلى أن "يبذلوا كل الجهود الممكنة للتواصل مع قادة حزب النور والدعوة السلفية بالأسكندرية المؤيدين له، ونصحهم وتذكيرهم بالله تعالى لدفعهم إلى تعديل مواقفهم والأوبة إلى الحق، وتدارك الأمر قبل فوات الأوان، وقبل أن يتملك العلمانيون والعسكر حكم مصر فيجففوا منابع الدعوة الإسلامية كما يقضي بذلك نصاً الدستور الانقلابي الذي يروج له حزب النور". وحمل البيان توقيعات شيوخ سعوديين معروفين ضمنهم عبد الله بن محمد الغنيمان، سعد بن عبد الله الحميد، أحمد بن عبد الله الزهراني، علي بن سعيد الغامدي، أحمد بن عبد الله آل شيبان، أحمد بن حسن آل عبد الله، عبد العزيز بن عبد المحسن التركي، عثمان بن عبد الرحمن العثيم، وعبد العزيز بن محمد العبد، وغيرهم.