كشفت مجلة إسبانية تُعنى بالتاريخ معطيات جديدة حول استعمال القوات الاستعمارية الفرنسية والاسبانية للغازات السامة في مواجهتها للمقاومين بشمال المغرب، ونشرت خريطة تثبين المواقع المستهدفة بالغازات السامة. وقالت مجلة "مغامرة التاريخ" الإسبانية، في ملفها في العدد الأخير، إن الغازات السامة لم تستهدف منطقة الريف فقط، بل امتدت إلى إقليمي تطوان والشاون أيضا. ومما ذكرته المجلة في ملفها أن إسبانيا لجأت إلى استعمال الغازات السامة بعد انهزامها في معركة "أنوال" على يد محمد بن عبد الكريم الخطابي والمقاومين بالمنطقة سنة 1929. وأوردت المجلة شهادة للكولونيل خيسوس ألبيرت سالوينيا، الذي وثق أبحاثا حول الجيش الإسباني في المغرب إبان فترة الاستعمار الأجنبي. وضمن المعطيات المثيرة التي تضمنها الملف أن إسبانيا رخصت للجيش باستعمال الغازات السامة يوم 7 شتنبر 1922 والانتقال الى التنفيذ يوم 19 دجنبر 1922، حيث أشار إلى أن الضابط "إلوي دي لسييرنا" هو من أشرف على عمليات ضرب عبر المدافع في منطقة "تيزي عزا" جنوب منطقة "أنوال". وأوضحت أن الإسبان طوروا ما بين 1922 الى 1924 مختلف القنابل وزنا وأنواعا من الغازات لتكون قاتلة في مواجهة المقاومين بالريف.