فجرت «النقابة الوطنية المهنية للمبصاريين المغاربة»، خلال أربع مراسلات إلى الجهات المعنية توصلت «الرأي» بنسخ منها، فضيحة تفيد وجود معهد بمدينة أكادير يبيع شواهد التخرج في مجال البصريات وصناعة النظارات. وأضافت النقابة أن المعهد المذكور يمَكّن «بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالميدان من الحصول على شواهد في هذا المجال دون أن تطأ أقدامهم المعهد، وهو ما أغرق القطاع بخريجين كل ما يمكن وصفهم بهم أنهم مجرد تجار في صحة المواطن ولا يمتون بصلة للمهنة». ويوجد معهد آخر بالرباط في نفس المجال يسير على منوال معهد أكادير، حيث أوردت النقابة في مراسلات إلى كل من وزيري التشغيل والتعليم العالي، أنه يسمح لأرباب شركات وموظفين في قطاعات مختلفة بالغياب الدائم عن الدروس النظرية والتطبيقية، ويتم منحهم شواهد في آخر مدة التكوين. من جهة أخرى، استنكرت النقابة إقدام هاته المعاهد على قبول حاملي باكالوريا أدبية للدراسة لديهم، في حين أن المهنة والمسار الدراسي تفرض أن يكون المقبل عليها من تخصص علمي، وعلقت المراسلة على الموضوع «وهو الأمر الذي أثار استغرابنا لاسيما وأن هذا لمجال لا يمكن أن يدرسه إلا ذوو التكوين العلمي نظرا لخاصية المهنة،كما نخبركم السيد الوزير أن الاستمرار في هذا النسق وفي هذا التجاهل سيؤدي بالمهنة إلى تدني مستواها والإضرار تبعا لذلك بصحة المواطن». والأسوأ من ذلك، حسب المصدر نفسه، أن جل هاته المعاهد بمختلف التراب الوطني تفتقد لبرامج واضحة ومقننة للتدريس، مما يفتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب للحصول على هذه الدبلوم المذكور. وفي السياق ذاته، عبر مجموعة من طلبة وخريجي شعبة البصريات بكلية العلوم السملالية بمراكش التقت بهم «الرأي»، عن امتعاظهم من الخروقات التي بلغتهم عن المعاهد الخاصة، مبدين استغرابهم من الفرق الكبير بين البرنامج الدراسي المعتمد لديهم في الكلية وبرامج المعاهد الخاصة، حيث عبر أحدهم قائلا «إنها كالفرق بين السماء والأرض»، وأكدوا أن المعاهد الخاصة لا تدرس مجموعة من المواد التي تعتبر أساسية في علم البصريات، ولا يمكن أن يستوعبها إلا طالب حاصل على باكالوريا علمية، ودرس على الأقل سنة واحدة في كلية ذات تخصص علمي. ويشار إلى أن علم البصريات تستفرد كلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش بتدريسه من بين جميع مؤسسات التعليم العالي التابعة للقطاع العام بالمغرب، حيث تخرج فوج واحد مكون من 24، يحصل على إجازة مهنية في شعبة «البصريات وقياس مستوى البصر» (optique et optométrie) ، نهاية كل سنة جامعية.