أكد رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، أن وصول دعاة الإصلاح إلى مراكز القرار «يجعلهم يبصرون الواقع بشكل مخالف لأنهم يجدون الإكراهات والعراقيل والمقاومات»، مشيرا إلى أن الإصلاح في المغرب ممكن «ولكن بسرعة أقل مما كنا نتصور». وقال بن كيران، في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته في عددها الصادر اليوم الجمعة، «إذا كان المغاربة يريدون شخصا يصطدم بملكهم، فيجب أن يبحثوا عن شخص غيري ..فأنا لا أصلح لهذا». وأضاف رئيس الحكومة "هذه هي قناعتي.. دعوت إليها منذ زمن طويل وبسببها قيل كلام كثير في حقي لكنني لا أبالي، فهذه هي قناعتي إزاء ما يصب في مصلحة المغرب"، وتابع "يجب أن تكون الأمور واضحة، علاقتنا بجلالة الملك هي علاقة يوضحها الدستور، جلالة الملك هو رئيس الدولة، هو الذي يرأس المجلس الوزاري الذي تكون الحكومة حاضرة فيه، هو أيضا أمير المؤمنين وخذ أنت هذه الصفات الثلاث لتفهم ما هي العلاقة التي بيننا وبين جلالته، ذلك أنني مقتنع بأن العلاقة مع جلالة الملك يجب أن تكون بالإضافة إلى كونها علاقة تعاون، يجب أيضا أن تكون علاقة ودية لأن هذا يصب في مصلحة الوطن". واعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن أي تنازع على هذا المستوى "فالمغرب هو الذي سيدفع ثمنه ولا تنس أننا عانينا من عام 1956 حتى عام 1996 بسبب التنازع الذي وقع بين الحركة الوطنية والملك محمد الخامس رحمه الله أولا، والملك الحسن الثاني رحمه الله، ثانيا ولم يرجع للمغرب الشعور بالاستقرار إلا بعد أن صوتت الحركة الوطنية متمثلة في حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لصالح دستور 1996، ووقعت المصالحة الوطنية التي أدت إلى التناوب التوافقي.. إن 40 سنة من التنازع كانت تكلفتها غالية على مستوى التقدم بالنسبة للمغرب". وحول الأزمة التي عرفتها حكومته بسبب انسحاب حزب الاستقلال منها، أوضح عبد الإله بن كيران "لم تكن هناك أزمة حكومية بل كانت هناك أزمة في الأغلبية لما التحق بنا الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال"، مضيفا "الأمور بقيت داخل الحكومة تسير بسلاسة حتى آخر يوم، أي اليوم الذي عين فيه الملك محمد السادس الوزراء الجدد"، واصفا ما حصل بأنه "كان شيئا إيجابيا جدا". وقال بن كيران أن العلاقة بين باقي مكونات الأغلبية وبين الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال "وصلت لمستوى لا يمكن أن نستمر فيه ومن ثم أعتقد أن ذهابه كان شيئا إيجابيا جدا بالنسبة للأغلبية الحكومية وبالنسبة للمغرب". *المصدر: د ب أ