ليس عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وحده من ضحى بوزير يعتبر من طينة فريدة في حزبه، هو الطبيب النفسي سعد الدين العثماني، فنبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكي فعلها أيضا عندما ضحى مرتين، المرة الأولى بوزير من حزبه هو عبد الواحد سهيل، وزير التشغيل والتكوين المهني، الذي اختطفت منه حقيبته ومنحت لعبد السلام الصديقي، والثانية عندما اقتسم حقيبته مع وزير الداخلية السابق في الطبعة الأولى من الحكومة، امحند العنصر. وهكذا يكون عبد الواحد سهيل ثاني وزير يتم إسقاطه بعد سعد الدين العثماني، كضريبة للتحالف الجديد مع حزب التجمع الوطني للأحرار والمفاوضات العسيرة التي مرت منها الأحزاب المشكلة للأغلبية الجديدة، بعد انحساب حزب الاستقلال. وعكس أداء سعد الدين العثماني على رأس وزارة الخارجية والتعاون، التي ذهبت لرئيس حزب الحمامة، صلاح الدين مزوار، في النسخة المنقحة من حكومة بن كيران، الذي وصفه الكثير من المتتبعين ب "الجيد"، فإن عبد الواحد سهيل لم ينل رضا المتتبعين للشأن الحكومي، حيث اعتبرو أنه "لم ينجح في التأقلم مع القطاع الذي أشرف عليه في عمره القصير مع الاستوزار"، خصوصا ما يتعلق بالحوار الاجتماعي الذي فيه أكثر من متدخل، والذي عرف في عهده "جمودا وركودا غير مسبوق". ومن غير المستعد أن يكون ل"إسقاط" سهيل من حسابات الأمين العام لحزب الكتاب أثر سلبي على وزير التشغيل السابق، وقد يصدر منه رد فعل قد يكون مغايرا لرد فعل سعد الدين العثماني، وقد ينتقد بنعبد الله لعدم الدفاع عنه للبقاء في وزارته أو تستبذل له بوزارة أخرى كما تم مع محمد الوفا وعبد القادر اعمارة ومحمد نجيب بوليف وامحند العنصر. فهل سيكون رد فعل عبد الواحد سهيل تجاه أمينه العام، نبيل بنعبد الله، سهلا مثل إسمه خصوصا وأنه عضو في الديوان السياسي للحزب، أم أنه لن يدع الأمر يمر بسلام؟