عادت أجواء الاحتجاجات والغليان الشعبي إلى مدينة تارجيست بعد أزيد من أسبوعين من الهدنة، حيث فتح سكان المنطقة فصلا جديدا من التصعيد في وجه السلطات المحلية في مسيرة حاشدة شهدتها المدينة مساء أمس الجمعة. وخرج الآلاف من أبناء تارجست إلى شوارع المدينة استجابة لدعوة «حركة متابعة الشأن المحلي بتارجيست والنواحي» في جمعة أطلقوا عليها اسم «زيف الوعود»، تنديدا بتلكؤ السلطات في الشروع بتنفيذ المطالب التي فجرت الاحتجاجات قبل شهر. ورفع المتظاهرون شعارات مستنكرة لتماطل السلطات وتنديدا بسياسة "الوعود الزائفة" لامتصاص الغضب في لحظات الغليان الشعبي، مشددين على ضرورة تفعيل الوعود التي قطعها الوالي والباشا ومندوبي الوزارات والمصالح الإدارية على نفسها في آخر اجتماع مع ممثلي حركة متابعة الشأن الملحلي. وشهدت تارجيست يوم أمس تزامنا مع خروج الساكنة للمشاركة في المعركة النضالية استنفارا أمنيا كبيرا، كما شهدت إنزالا مكثفا لقوات الأمن والقوات العمومية وقوات التدخل السريع، وتم تطويق وتشديد المراقبة على محيط مركز الاحتجاجات. وكانت حركة متابعة الشأن المحلي، قد حذرت السلطات من مغبة الالتفاف حول مطالبها خصوصا وأن الحوار مع السلطات الأمنية والمحلية والمصالح الإدارية لم يوقع بمحاضر، الأمر الذي عجل بعودة الاحتجاجات إلى الشوارع حسب مصادر من الحركة. يذكر أن والي جهة الحسيمةتازة تاونات، كان قد تعهد بالسهر على تنفيذ مجموعة من المطالب الأساسية المتعلقة بقطاع الصحة والمشاريع التنموية العالقة والتأهيل الحضري، غير أنه بعد أسبوعين ونصف لم يلاحظ أي بوادر لتفعيل تلك الوعود حسب مصادر متطابقة من المنطقة.