ردا على الجدل الذي أثاره استناد تنظيم "داعش" بقولة لابن تيمية في فتواه لإعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقاً، أكد الدكتور محيي الدِّين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الخليفة الأول للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق، لم يقتل أحدا بالحرق وان هذه الفتوى باطلة. وأوضح عفيفي، حسب ما أفاد به موقع صحيفة "الأهرام" المصرية، أن أعمال الحرق المذكورة في من طرف ابن تيمية "بعيدة عن مبادئ الإسلام ومرفوضة من جانب علماء الأزهر"، وأضاف: "ابن تيمية ليس نبيّا وليس معصوما من الخطأ وأفكاره هذه مردود عليها". وأضاف، أن كتابات ابن تيمية في هذا السياق "مردود عليها من جانب العلماء، وأمور كثيرة منها تمت مراجعتها"، مشيرا إلى أن جامعة الأزهر "لا تقوم بتدريس كل التراث الإسلامي كما يظن البعض، فهو تراث ضخم يمتد لأكثر من 14 قرنا، ولكن ما يدرس في الأزهر مقتطفات من النصوص، وتتم مناقشة هذه القضايا والنصوص والرد عليها". وشدد المتحدث، حسب المصدر ذاته، على أن البخاري أكد حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "لا يعذِّب بالنَّارِ إلا ربُّ النار"، فبالتالي "داعش" اختصت نفسها بالحق الإلهي، وهذا نوع من منازعة المولى – سبحانه وتعالى – في اختصاصه. ووصف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية جرائم "داعش" بأنها "ممارسات سادية لا نجدها حتى في عالم الغابة"، وقال إن "داعش" وغيره من التنظيمات المتطرفة تستقطب الشباب الذين لا يملكون قدرا كافيا من المعرفة، ويظنون أنهم لن يصلوا للفردوس إلا بقطع الرؤوس. وتابع: "أي إنسان يملك مشاعر إنسانية لا يرضى أن يرتدي حزاما ناسفا، أو أن يفتخر بأن تلتقط له صور وهو ممسك السكين على رقاب الرهائن ويسمي نفسه ذباح "داعش"، موضحا أن أدبيات الإسلام التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم "علمتنا أن يخفي الشخص السكين عن الحيوان قبل ذبحه حفاظا على شعور الحيوان المذبوح".