دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، يوم الأربعاء، إلى قتل أو تصليب أو تقطيع أيدي وأرجل عناصر تنظيم "داعش"، بعد يوم من إعلان التنظيم قتل الطيار الأردني الأسير لديه، معاذ الكساسبة حرقا. واستنكر شيخ الأزهر في بيان نقلته وكالة الأناضول التركية "بشدة العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه تنظيم داعش الإرهابي الشيطاني من حرق وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة"، مؤكدا أن "الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة"، مستشهدا بقول الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)". ومضى الطيب قائلا إن "النبيّ - صلى الله عليه وسلم -لعن هؤلاء حيث قال: (الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه) وحرَّم كذلك التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي"، ودلل على ذلك بوصية النبي لأمير الجيش، حيث قال له: "اغْزُوا وَلا تَغْدُرُوا وَلا تَغْلُوا وَلا تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا ..". وتابع شيخ الأزهر بقوله: إن "هذا العمل الإرهابي الخسيس (..) يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدون في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله أن يقتلو أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم". بدوره قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي ، إن الإسلام يحفظ حق الأسير ويعتبره من الفئات الضعيفة التي يجب معاملتهم معاملة إنسانية. وفي فتوى نشرها يوم الأربعاء الموقع الإلكتروني للاتحاد (منظمة غير حكومية)، تابع القرضاوي أن "الإسلام يعتبر الأسرى من الفئات الضعيفة التي تستحق الشفقة والإحسان والرعاية، مثل المسكين واليتيم، ويوجب معاملتهم معاملة إنسانية، تحفظ كرامتهم، وترعى حقوقهم، وتصون إنسانيتهم". وتعليقا على إحراق الكساسبة، الذي تشارك بلاده في تحالف غربي - عربي، بقيادة الولاياتالمتحدة، ضد "داعش"، قال القرضاوي: "أما أن نرى قتل الأسرى بهذه الطريقة الوحشية تارة بالذبح، وتارة بالإحراق، فهذا ما يخالف هدي الإسلام في القتل، كما جاء عند مسلم وأحمد وغيرهما من أصحاب السنن، عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قتلتم فأحسنوا القتلة". وأضاف: "كذا من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي، عند أحمد وأبي داود وغيرهما، قال صلى الله عليه وسلم: "فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار". وتابع: "أحب أن أؤكد أنه لا يجوز أن تحمل تصرفات بعض المسلمين، ممن ضاق أفقهم، أو ساءت تربيتهم على الإسلام.. هذا التعصب الذي نراه ونلمسه عند بعض المتدينين، كثيرًا ما تكون أسبابه غير دينية، وإن لبس لبوس الدين، بل قد تكون أسبابه -عند الدراسة والتعمق- أسبابًا اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية". وختم القرضاوي بقوله: "من رأى مصلحة الإسلام ومصلحة أمته في غير هذا التوجه، وأصر أن الإسلام يأبى إلا قتل الأسارى ومعاملتهم بقسوة وعنف، فهو أعمى عن الحقيقة، وعن المصلحة، كما هو أعمى عن الإسلام وعن العصر".