دعا الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، محمد عبو، امس الجمعة ببال، رجال الأعمال السويسريين إلى اغتنام فرص الأعمال التي يوفرها المغرب، القطب الصاعد والأرضية الموجهة نحو إفريقيا. وأبرز عبو، خلال ندوة على هامش الدورة 99 لمعرض بال، التي يحضرها المغرب كضيف شرف، أن "جهود تأهيل بيئة الأعمال جعلت بلدنا اليوم يوفر فرص استثمارية صلبة وأكيدة". وأوضح أن هذه الفرص لا تشمل فقط القطاعات التقليدية من قبيل صناعة التعدين، والصيد، وصناعة النسيج – الملابس والزراعة الغذائية والسياحة، وإنما أيضا القطاعات المتطورة مثل صناعة السيارات والفضاء والإلكترونيك والطاقات المتجددة. وقال الوزير، الذي كان يتحدث أمام نخبة من رجال الأعمال وممثلي شركات تعمل بالمملكة، "وإذ نشيد بارتفاع الاستثمارات في المغرب، إلا أن مستوى المبادلات التجارية بين البلدين لا يعكس إمكاناتهما". وأبرز أن المبادلات الثنائية لا تزال ضعيفة، ولم تتجاوز 336 مليون أورو في عام 2013، والميزان التجاري هو في صالح سويسرا. وتوجد قرابة أربعين مقاولة سويسرية بالمغرب، ما يجعل سويسرا رابع مستثمر أجنبي في المغرب (2013) من حيث مخزون الاستثمار. وتتمثل القطاعات المعنية في الصناعة الزراعية، والبناء، والصناعة الصيدلية، والكيمياء، والإلكترونيك، والفندقة، والخدمات المالية، والطاقة والتأمينات. وبرأي عبو، فإن القطاعين العام والخاص مدعوان إلى مضاعفة الجهود لتعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية لترقى إلى الفرص الاقتصادية المتاحة، من خلال، على الخصوص، عقد اجتماعات متعددة بين رجال الأعمال لكلا البلدين. وخلال هذا النقاش، جرى التركيز على قصص نجاح مجموعات سويسرية تعمل بالمملكة، منها شركة تدبير الثروة (أونيس ويلث مناجمنت)، ومقاولة الطاقة المتجددة (إيرلايت إنيرجي) وشركة الصناعة الزراعية بيشل. اوتطرق المتدخلون إلى العوامل الجيدة المحفزة على الاستثمار في المغرب، البلد الذي يوفر للمستثمر الأجنبي مجموعة من المحفزات الضريبية والمالية والوعاء العقاري، إضافة إلى بنيات تحتية متطورة وموقع استراتيجي جد مهم. وشارك في هذا اللقاء مديرا غرفة التجارة ببال وغرفة التجارة السويسرية بالمغرب، والمكلف بأعمال سفارة المغرب ببيرن، وممثلا المركز المغربي لإنعاش الصادرات (مغرب تصدير)، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات وعدد من رجال الأعمال السويسريين. وتنشط الجناح المغربي، الذي تمتد مساحته على 500 متر مربع، 15 مقاولة متخصصة في التصدير تشتغل في قطاعات متنوعة من بينها مواد التجميل، والنسيج والجلد والعقار والديكور والزراعة الغذائية والحلي. ويعكس هذا الحضور القوي الرغبة في ضمان جاذبية أكبر لعلامة "صنع في المغرب" في السوق الأوروبية، وتثمين إمكانات ومؤهلات القطاعات المتعددة، وتعزيز الفرص التي تزخر بها السوق المغربية كمركز استراتيجي نحو أسواق إفريقيا.