رغم أن عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، قال في كلمته خلال المهرجان الخطابي الذي نظمه حزبه بجماعة عين الشقف، التابعة لدائرة مولاي يعقوب بفاس، دعما لمرشحه محمد يوسف، (قال) أن مقعد مولاي يعقوب بمجلس النواب "لا يهم الحزب لأنه يتوفر على 106 مقعدا، وبينه وبين الحزب الذي يتبعه في الترتيب حوالي 60 مقعدا"، إلا أن نزول بن كيران بلحمه وشحمه لدعم مرشحه هناك دليل على أن "مقعد مولاي يعقوب" مهم جدا للبيجيدي واسترداده يعني له الشيء الكثير. فعندما يقرر المجلس الدستوري إعادة الانتخابات في دائرة من الدوائر التي يغطيها حزب المصباح فإن ذلك يعني، بالضرورة، امتحانا جديدا لشعبية بن كيران وحزبه، بل وحكومته أيضا. ولهذا لاحظنا كيف نزل بن كيران في جزئيات إنزكان بأكادير، ومن حسن حظه أن صوت "الإنزكانيون" لمرشحه، ليتنفس الصعداء حين استشعر أن حزبه ما زال يتمتع بشعبية كبيرة وسط الناخبين. نفس الشيء يمكن أن نلاحظه في الحملة الانتخابية لجزئيات مولاي يعقوب، فقد عبأ البيجيدي الكثير من قياداته من الرجال والنساء والشباب، سواء الذين يتحملون حقائب وزارية في حكومة بن كيران أم لا، ولعل أبرزهم من الوزراء، مصطفى الخلفي وزير الاتصال، وإدريس الآزمي الإدريسي الوزير المكلف بالميزانية، ولحسن الداودي وزير التعليم العالي الذي لعب "البيار" مع شباب مولاي يعقوب، ومن النساء البرلمانية آمنة ماء العينين، ومن الصقور البرلماني عبد العزيز أفتاتي، ومن الشباب البرلماني خالد البوقرعي. ولعل ما يجعل الانتخابات الجزئية بمولاي يعقوب أكثر من مجرد البحث عن مقعد برلماني إضافي لا بالنسبة للعدالة والتنمية ولا حزب الاستقلال، هو المعركة الحامية الوطيس التي اشتعلت بين الحليفين السابقين - في الأغلبية السابقة التي ضمت إلى جانبهما حزبي الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية- منذ سحب حميد شباط لوزراء حزب علال الفاسي من حكومة بنكيران وتحول المصباح والميزان إلى رمزين لغريمين جديدين يَعدان بالكثير من "الفرجة السياسية". ويبقى الأمر الأكيد الآن أن كلا من عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يضعان يديهما على قلبيهما، ومعهما الكثير من قياديي الحزبين الغريمين، بالتزامن مع ذهاب الناخبين بمولاي يعقوب، منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم، الخميس 03 اكتوبر، إلى مكاتب التصويت لاختيار من يمثل دائرتهم في مجلس النواب، وخصوصا مع ورود أنباء عن دعوة مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المتعاطفين معه من اجل دعم مرشح شباط والتصويت لصالحه، في انتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج.