خلدت الجالية المغربية المقيمة بمنطقة واشنطن الكبرى، أمس الأحد، في أجواء من الفخر والاعتزاز، الذكرى ال71 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مستحضرة المعاني والدلالات العميقة لهذه الذكرى الوطنية، التي تعد محطة مشرقة في مسيرة كفاح العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال. وشكل هذا اللقاء مناسبة للتأكيد على أهمية هذا الحدث، الذي شكل بحق منعطفا حاسما في تاريخ المغرب الحديث، لما حملته هذه الوثيقة من مبادئ مازالت روحها تغذي عزيمة الشعب المغربي، لمواصلة العمل الوطني من أجل بناء الوطن القوي والمجتمع المتضامن وتعزيز الوحدة الوطنية. وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد السيد عبد الرحيم الرحالي، نائب سفير المغرب بواشنطن، أن "إحياء هذه الذكرى الغالية يأتي للتأكيد على مدى اعتزازنا بالأيام الخالدة للكفاح الوطني من أجل التحرر، ومن تم ترسيخ قيم المواطنة الصادقة في وجداننا، وخصوصا لدى الأجيال الصاعدة". وأضاف أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي شكلت خطوة جريئة ورد فعل قوي في وجه الاحتلال، أرست معالم مرحلة جديدة من الكفاح التي عبر من خلالها الشعب المغربي عن تأييده وحبه ودفاعه عن جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وتثمينه لمحتوى هذه الوثيقة ولأبعادها الوطنية والسياسية. وشدد على أهمية استخلاص الدروس والاستفادة من هذه الملاحم الوطنية ورموزها وأمجاد الأمة المغربية وتاريخها النضالي المجيد وتلقين صفحاته وفصوله ودروسه وعبره إلى الأجيال الجديدة والناشئة حفاظا على الذاكرة التاريخية الوطنية. وأشادت مختلف المداخلات، التي ميزت هذا اللقاء، بنساء ورجال الحركة الوطنية، وبالبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وإيمان صادق وواثق بعدالة قضيتهم في تحرير الوطن، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الانعتاق من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة. وأكد عدد من المتدخلين أن وثيقة المطالبة بالاستقلال شكلت ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس، كما جسدت وعكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتدبير شؤونهم بأنفسهم وعدم رضوخهم للنفوذ الأجنبي، والإصرار على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهته والتصدي له إلى أن تحقق النصر المبين بفضل الإرادة المجتمعة للعرش والشعب. كما أعربوا عن ارتياحهم لأن المغرب لا يزال يواصل تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية، وتحصين الانتقال الديمقراطي والاسراع به قدما إلى الأمام، وترسيخ مبادئ المواطنة الملتزمة، وتحقيق نهضة شاملة، وتعزيز مكانة المغرب كقطب جهوي وفاعل دولي، وإذكاء إشعاعه الحضاري كبلد متشبث بالسلم والقيم الإنسانية المثلى.