خلدت الجالية المغربية المقيمة بمنطقة واشنطن الكبرى، مساء أمس السبت، في أجواء من الفخر والاعتزاز، الذكرى الÜ70 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مستحضرة المعاني والدلالات العميقة لهذه الذكرى الوطنية، التي تعد محطة مشرقة في مسيرة كفاح العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال. وشكل هذا اللقاء، الذي أقيم بأكاديمية ابن خلدون لتعليم اللغة العربية، والذي حضره سفير المغرب بواشنطن، رشاد بوهلال، مناسبة للتأكيد على أهمية هذا الحدث، الذي شكل بحق منعطفا حاسما في تاريخ المغرب الحديث، لما حملته هذه الوثيقة من مبادئ مازالت روحها تغذي عزيمة الشعب المغربي، لمواصلة العمل الوطني من أجل بناء الوطن القوي والمجتمع المتضامن وتعزيز الوحدة الوطنية. وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد السيد عبد الرحيم الرحالي، نائب سفير المغرب بواشنطن، أن "إحياء هذه الذكرى الغالية يأتي للتأكيد على مدى اعتزازنا بالأيام الخالدة للكفاح الوطني من أجل التحرر، ومن تم ترسيخ قيم المواطنة الصادقة في وجداننا، وخصوصا لدى الأجيال الصاعدة". وأضاف أن وثيقة المطالبة بالاستقلال شكلت خطوة جريئة ورد فعل قوي في وجه الاحتلال، حيث عكست شخصية المغرب القوي الذي حافظ على استقلاله لعدة قرون، كما أرست معالم مرحلة جديدة من الكفاح التي عبر من خلالها الشعب المغربي عن تأييده وحبه ودفاعه عن جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وتثمينه لمحتوى هذه الوثيقة ولأبعادها الوطنية والسياسية. وشدد على أهمية استخلاص الدروس والاستفادة من هذه الملاحم الوطنية ورموزها وأمجاد الأمة المغربية وتاريخها النضالي المجيد وتلقين صفحاته وفصوله ودروسه وعبره إلى الأجيال الجديدة والناشئة حفاظا على الذاكرة التاريخية الوطنية. وأجمعت المداخلات، التي ميزت هذا اللقاء، على أن وثيقة المطالبة بالاستقلال شكلت، في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها، ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس جسدت وعكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم وعدم رضوخهم للنفوذ الأجنبي، والإصرار على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهته والتصدي له إلى أن تحقق النصر المبين بفضل الإرادة المجتمعة للعرش والشعب. كما أشادت المداخلات بنساء ورجال الحركة الوطنية، وبالبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وإيمان صادق وواثق بعدالة قضيتهم في تحرير الوطن، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الانعتاق من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة. وأعرب عدد من المتدخلين عن ارتياحهم لكون المغرب ما يزال يواصل تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية، وتحصين الانتقال الديمقراطي والاسراع به قدما إلى الأمام، وترسيخ مبادئ المواطنة الملتزمة، وتحقيق نهضة شاملة، وتعزيز مكانة المغرب كقطب جهوي وفاعل دولي، وإذكاء إشعاعه الحضاري كبلد متشبث بالسلم والقيم الإنسانية المثلى. وتميز هذا الحفل بتوزيع السيد رشاد بوهلال للعديد من الجوائز على تلاميذ أكاديمية ابن خلدون المشاركين في مسابقة للرسم والكتابة حول موضوع هذه الذكرى الوطنية.