سنة 2014 التي لم تبقى سوى ساعات لنودعها بكل أفراحها وأتراحها كانت حافلة بأحداث مفصلية في تاريخ المغرب السياسي والاجتماعي . وإذا كانت سنة 2014 قد غادرنا فيها فنانون وسياسيون كبار، يصعب تعويضهم،فإن الجامعة بدورها لم تكن بمعزل عن هاته الأحداث، حيت شهدت جامعة ظهر المهراز جريمة نكراء،حينما قام منتمون لفصيل القاعديين المعروف بالبرنامج المرحلي باغتيال الطالب عبد الرحيم الحسناوي الذي ينتمي لمنظمة التجديد الطلابي، ليطرح سؤال عريض حول وضعية الجامعة في ظل لجوء بعض الفصائل الطلابية إلى العنف المسلح لحسم خلافاتها مع مخالفيها . ففي صباح يوم الخميس 24 أبريل من السنة التي نودعها، كان عبد الرحيم الحسناوي ابن مدينة الرشيدية على موعد مع حلقية نقاش، رفقة زملائه في منظمة التجديد الطلابي بجامعة ظهر المهراز، ولم يكن يدري أنها ستكون الحلقية الأخيرة في حياته. كانت الحلقية للإعلان عن تأجيل ندوة كانت قد دعت إليها التجديد الطلابي، بسبب تهديدات القاعديين بنسفها. كان عبد الرحيم الطالب الحامل لكتاب الله، والمعروف بصدقه،ونزاهته بين زملائه وإخوانه أعزلا من كل سلاح، إلا سلاح إيمانه بالحوار، والعلم، وضرورة النهوض بالجامعة، كما تدل على ذلك كتاباته بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكما يحكي عنه زملائه وأقربائه أيضا. انتهت الحلقية، وتفرق الطلبة كل إلى حال سبيله، أما الحسناوي، فقد ذهب إلى مقصف كلية الحقوق بظهر المهراز ليتناول كأس شاي مع اثنين من زملائه، وفي لحظة خاطفة فوجئ بهجوم مباغت من طرف القاعديين بالسيوف والسواطير في مختلف أنحاء جسده، مما أدى إلى قطع أوردته، وهو ما عرضه لنزيف دموي حاد، فارق بسببه الحياة بعد نقله إلى المستشفى . أثار اغتيال الحسناوي موجة استنكار واسعة في صفوف الرأي العام الطلابي، وأدانته الأحزاب السياسية والهيئات الجمعوية. تمت متابعة بعض الطلبة القاعديين بتهمة قتله، ولم ينتهي التحقيق بعد لحد الآن . مات الحسناوي مغتالا، ولم يعرف لحد الآن، القتلة الحقيقيون الذين يوفرون الدعم لعصابة "البرنامج المرحلي" التي تتخذ من الجامعة مقرا لها . فلصالح من يتم تغذية العنف بالجامعة، وهل سيكون الحسناوي هو الشهيد الأخير في الجامعة، أم أنه ليست هناك إرادة حقيقية لإنهاء العنف والاقتتال الفصائلي بالجامعة ؟