يبدو أن حظ وزير الشباب والرياضة "الحركي"، محمد أوزين، سيء إلى درجة أن تصافدت فضيحة أرضية ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط مع احتضان المغرب لكأس العالم للأندية للمرة الثانية الثانية على التوالي، إثر نيله لثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعدما بصم على تنظيم متميز لطبعة 2013 بشهادة المتتبعين والمشاركين. فأن تنظم بطولة عالمية تسلط عليها عدسات الصحافيين وكاميرات القنوات الفضائية الرياضية من مختلف ربوع العالم، من أجل أن تنقل لوحات فنية في الكرة الساحرة لملايين عشاقها عبر العالم، ف"تصطاد" المغرب في فضيحة "مجانية" سببها ملمترات أمطار سقطت على أرضية الملعب وحولتها إلى برك مائية، لتتحول بسرعة إلى مادة للسخرية على المغرب من طرف النشطاء الفيسبوكيين المغاربة وغيرهم، ثم من طرف معلقين رياضيين ومذيعين في مختلف القنوات العالمية، فهذه فضيحة "بجلالجل" وكان من الضروري أن تسقط بعض الرؤوس، ليس أولها الكاتب العام لوزراة الشباب والرياضة وربما ليس آخرها الوزير نفسه محمد أوزين. ولم ينتظر المتتبعون كثيرا ليأتي القرار الذي اعتبر في نظر الكثير من المحللين "غير مستبعد"، فقد أمر الديوان الملكي ب"إيقاف" جميع أنشطة وزارة الشباب والرياضة التي يرأسها أوزين ذات العلاقة مع الموندياليتو المغربي، وهو ما فهم منه "غضبة ملكية" على الوزير بسبب فضيحة "مسبح الأمير مولاي عبد الله"، كما يسميه فيسبوكيون، والتي أغضبت كل المغاربة أيضا. وبعدما أصدر الوزير قرارا بتوقيف الكاتب العام لوزارته وأحد المديرين، وفتح تحقيق في "الفضيحة"، في محاولة لامتصاص غضب الغاضبين، أسر هؤلاء على الإطاحة برأس أوزين أيضا. وتجلى ذلك في تدشين رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لصفحة تطالب صراحة ب"استقالة" أو "إقالة" الوزير المنتمي لحزب الحركة الشعبية، وتزايد عدد الملتحقين بالحملة بشكل كبير في ظرف وجيز حتى تجاوز 4000. الأربعة آلاف من الفيسبوكين المغاربة انهالوا على محمد أوزين بتعليقات حارقة، تنطق غضبا وسخطا، على الوزير بسبب الفضيحة التي قالوا إنها "أَضرت كثيرا بسمعة المغرب، وجعلته أضحوكة أمام خصومه، وباقي دول العالم"، ومعهم الحق . وقرأ النشطاء الفيسبوكيون والمحللون الرياضيون في مبادرة الوزير إلى توقيف "مسؤولين ساميين" بوزارة محاولة لذر الرماد على العيون والبحث عن أكباش الفداء والتنصل من المسؤولية السياسية التي يتحملها الوزير على وجه الخصوص لأنه اللمسؤول عن اللقطاع الذي وقعت فيه الفضيحة. ولأن الفرصة الذهبية لا تتأتى إلا مرة واحدة، فقد وجد الفيسبوكيون المناسبة سانحة للهجوم على أوزين ونشر الصور الموثقة للفضيحة وفيديو المذيعة الأسترالية التي تضحك بشكل هستيري على مشهد عمال مغاربة وهم يقومون بتجفيف الملعب بطريقة بدائية، وعلقوا عليها ب"المغرب وكأنه يعيش في القرون الوسطى". بل واستحضروا ما اعتبروه "أخطاء متكررة" للمكتب الإعلامي للوزير، خصوصا ما يتعلق ببيان باللغة الفرنسية الذي"جاء مليئا بالأخطاء" اللغوية وكذا من حيث المعلومات، حين اعتبر أن فريق كروز أزول أرجنتينيا، قبل أن يستدرك الأمر ويتم تصحيح الخطأ في النسخة الثانية من البيان التي جاء فيها أن كروز أزول فريق مكسيكي. لكن الرياح على ما يبدو جرت بما لا تشتهيه سفن محمد أوزين وجاء من يدخله في "دائرة الموقوفين" ومن يشملهم التحقيق، ذلك أن بلاغ الديوان الملكي أعطى توجيها لرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران بإجراء تحقيق موسع وترتيب النتائج على ذلك، مما قد يعني فقد أوزين لمنصبه الوزاري بل وضربة سياسية موجعة سيصعب عليه الانبعاث من رمادها. ويرى المهتمون أن القرار كان منتظرا لأن المسؤولية السياسية تقع على عاتق وزير الشباب والرياضة محمد أوزين بصفته الوصي على القطاع الذي كان مسرحا للفضيحة، كما لا يستبعدون أن يؤدي التحقيق الشامل إلى الإطاحة به من منصبه الوزاري وربما يكشف عن عدد أكبر من المتورطي، وقد يكون ما خفي أعظم. فهل سيتم ذلك فعلا، ويُتعاطى بشكل إيجابي إلى أقصى حد مع الرأي العام الرياضي؟ أم أن الأمر سيظل على ما هو عليه؟