انطلق الموسم الدراسي الجديد وبدت معالم الانطلاقة ظاهرة للعيان في كل مكان من مدن المغرب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. ملابس جديدة وحقائب دراسية جديدة، وربما، أيضا وزير جديد يعوض محمد الوفا الذي طرده حزب الاستقلال عندما آثر أن لا يستقيل من حكومة بن كيران كما فعل زملاؤه في الحزب. موسم جديد وملابس جديدة يحرص التلاميذ والتلميذات على لبس ملابس جديدة تليق واليوم الأول من العام الجديد من الدرس والتحصيل وب "عيد المدرسة" الذي سيحل بعد ثلاثة أيام، أي في 15 شتنبر الجاري. ليست الملابس هي الجديدة فقط، بل أيضا الحقائب الدراسية التي تلوح بجِدَّتِها من بعيد، فمعظم التلاميذ لا يقبلون أن يبدؤوا العام الجديد بحقائب قديمة، مما يضطر الآباء إلى اقتناء واحدة جديدة، وما يجره ذلك من مصاريف كبيرة خلال هذه الفترة من السنة. وتشهد أسواق مختلف المدن المغربية خلال هاته المدة إقبالا كبيرا على محلات بيع الملابس الجديدة، لكنه على المخصصة لبيع الأدوات والكتب المدرسية بشكل أكثف. موسم جديد قد يكون بوزير جديد ما زال منصب وزير التربية الوطنية في الحكومة الجديدة، التي سيتم الإعلان عليها قريبا، يثير القيل والقال، سواء من المنابر الإعلامية المختلف التي انخرطت في التكهن، أو من الشارع ورجال التعليم الذين يرغبون في بقاء محمد الوفا بمنصبه. مصادر إعلامية تحدثت عن احتمال ذهاب هذه الحقيبة إلى قيادي في "الحليف الجديد"، حزب التجمع الوطني للأحرار، وهذا القيادي ليس شخصا آخر غير وزير الصناعة التقليدية في حكومة عباس الفاسي، أنيس بيرو. فهل سيحتل وزير آخر مقعد محمد الوفا في الموسم الدراسي الجديد أم أنه سيبقى في مكانه الذي ضحى من أجله، ومن أجل بن كيران، بموقعه بحزب علال الفاسي؟ خوف من اللقاء الأول تظهر الدهشة على وجوه "عصام"، "أمين"، "خالد"، "نور اليقين"، "نورة" وغيرهم من لقائهم الأول بالمدرسة، فهم دخلوا لتوهم إلى السنة الأولى ابتدائي، وربما يكون جزء من الدهشة خوفهم من لقاءهم بأستاذ او أستاذة من ذوي العصا الغليظة أو الطباع الصارمة! وعلى الجانب الآخر يبدي "علي" وآخرون سعادتهم بالدخول لأول مرة إلى المدرسة، بالنسبة له هذا مؤشر على أنه بدأ يكبر بالفعل، وأنه آن الأوان للتشمير عن ساعد الارتقاء في سلم العلم درجة درجة! بداية الدرس وحكايات الصيف قبل الدخول إلى الثانوية تستغل "حياة" مدة الانتظار، في الطابور الطويل من التلاميذ والتلميذات القادمين لإعادة التسجيل، لتحكي لصديقاتها كيف قضت عطلتها الصيفية بإحدى مدن الأطلس واستمتعت بوقت جميل هناك أنساها هموم الدراسة وأعطاها نفسا جديدا للبدء من جديد. غير بعيد يحكي "يحيى"، الذي سيدرس هذه السنة في الثانية بكالوريا علوم رياضية، كيف قضى عطلته في مساعدة أبيه بورشة النجارة. حرفة يقول أنها هي أيضا "تستعمل كثيرا مما تعلمه في المدرسة من زوايا بمختلف أشكالها، وقياسات الطول والعرض وغيرها". كل واحد من هؤلاء التلاميذ والتلميذات قضى عطلته حسب ظروفه، ويبقى الأهم أنهم عادوا مجددا إلى "ساحة الوغى الدراسية" من أجل الاجتهاد للحصول على نقط جيدة تقيهم مرارة الانتظار في طوابير أخرى أطول وأمر!