بعد التخابر مع حركة المقاومة الاسلامية حماس و التحريض على العنف وقتل المتظاهرين ، خرج المستشار هشام بركات، النائب العام المصري ، بقرار رسمي اليوم أمام الرأي العام يقضي بإحالة الرئيس محمد مرسي و14 آخرين من قيادات حزب الحرية والعدالة إلى محكمة جنايات القاهرة، في أحداث قصر الاتحادية والتي جرت في الخامس من ديسمبر من العام الماضي ، والتهمة كما تقول ادارة الانقلاب التحريض على مقتل الصحفي الحسيني أبو ضيف . مند 30 يونيو الى اليوم والإدارة الانقلابية تبحث بجهد حثيث على أن تستقر على تهمة واضحة و صريحة تحظى بشيء من الواقعية والموضوعية تقدم بها الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الى المحاكمة ، فبعد عملية اختطاف قصري ممنهج من الادارة الانقلابية يفتقر لكل الأسانيد الدستورية والديمقراطية ، استقرت ادارة الانقلاب أخيرا على تهمة التحريض على قتل شهداء قصر الاتحادية في أحداث 5 ديسمبر الماضي بعد سلسلة من الاتهامات تراوحت بين التخابر مع حماس و التحريض على أعمال العنف . لكن وككل مرة تسقط ادارة الانقلاب في حقل الألغام الذي تزرعه ، فأحداث 5 من ديسمبر كما يعلم القاصي والداني قد راح ضحيتها 10 ضحايا وليس الصحفي الحسيني أبو ضيف وحده كما حاولت نيابة الانقلابيين تصوير المشهد ، لكن الذي جعلهم يتغاضون عن 9 الآخرين ، هو أن كل هؤلاء التسعة المتبقين هم أعضاء جماعة الاخوان المسلمين. فكيف يعقل أن يقتل الرئيس محمد مرسي أهله وأصحابه وأعضاء جماعته ، لكنها كذبة أخرى من الكذبات الصفراء التي يحاول بها الانقلابيين الزيغ عن الحقيقة وتزييف الوقائع . لكن هذه التهم اليوم وهذا التشويه الواضح للحقيقة ، قد أصبح مسارا تسير على هديه حكومة الانقلابيين ، والحال أننا كل يوم نستغرب لطبيعة القضايا التي يحيل فيها النائب العام العديد من قيادات الاخوان المسلمين ، فقد اعتقل الدكتور محمد البلتاجي القيادي البارز في جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة بتهمة قتل المتظاهرين ، و معلوم أنه أصبح من أشهر شهداء أحداث فض اعتصامي ميدان رابعة والنهضة الشهيدة أسماء البلتاجي ذات 17 ربيعا، وهي ابنت محمد البلتاجي ، فيما اتهم المرشد العام لجماعة الاخوان محمد بديع بتهم مشابهة وهو الذي فقد ابنه هو الآخر شهيد كرامة وإباء في الأحداث نفسها ، في حين اتهمت أحد شابات جماعة الاخوان والتي لا يتراوح عمرها 16 سنة بحيازة مدفع "أ ر ب ج" ومحاولة استخدامه في مواجهة الشرطة والجيش ، هذه الأنواع من الأسلحة التي لم يتعود المصريون مشاهدتها إلا في أفلام الأكشن المصرية ، أصبح اليوم يتهم بحملها فتيات في سن الزهور ، بل الأكثر من ذلك وهذه من أكبر فضائح الاعلام الانقلابي وأتفهها ، أنهم ينقول صورا في الاعلام الرسمي لمتظاهرين يضعون دما مزيفا و يدعون أنهم مقتلون ، في ربورتاج اتخذوا له عنوان "اعمل نفسك ميت " ، بمعنى أن كل تلك الآلاف التي استشهدت برصاص القناصة ومجنزرات الجيش لم تكن إلا "عاملة نفسها ميتة والموت منها براء ". انه الضحك على الذقون (...) مهما حاولت هذه الادارة الانقلابية الفاشلة وهذا الاعلام الفاسد تزييف صوت الحق ، فسيظل الجلاد واحدا و تظل الجريمة واحدة و يظل الشهيد واحدا و يظل التاريخ واحد ولو تم طلاؤه بآلاف الألوان .. فالحقيقة لن تتغير ، ستظل الدماء شاهدة على أصحابها و ستظل الميادين وفية لصوت الحق والكرامة وسيظل مرسي أول رئيس شرعي ومنتخب في تاريخ مصر لم يعتقل صحفيا واحدا في سنة حكمه ولم يهدم كنيسة واحدة و لم يحرق مسجدا واحد ولم يوقف قناة واحدة ولم يقتل معارضا واحدا... فكيف يمكن لهذا الرجل أن يقتل أصحابه ...