انطلقت صباح اليوم الأحد بمختلف مكاتب الاقتراع في تونس عمليات تصويت الناخبين في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تجرى لأول مرة بعد الربيع العربي وتؤسس لما اصبح التونسيون يسمونه الجمهورية الثانية التي تقطع معه عهد الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت خلال هذه الانتخابات الرئاسية، التي انطلق التصويت فيها على مستوى مراكز الاقتراع بالخارج أول أمس الجمعة الماضي ، ونشرت السلطات من أجل تأمينها نحو ثمانين ألف من قوات الأمن والجيش، خمسة ملايين ومائتي ألف ناخب. ومن المقرر أن تلي هذه الجولة جولة إعادة أواخر شهر دجنبر المقبل حسب الدستور في حال عدم فوز أحد المرشحين بأكثر من 50 في المائة من الأصوات خلال الجولة الأولى. ويتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية، التي بإجرائها يكون التونسيون قد استكملوا إرساء مؤسساتهم الدستورية، 27 مرشحا أبرزهم الباجي قائد السبسي رئيس "حركة نداء تونس" وكذا الرئيس الحالي محمد منصف المرزوقي ، واليساري البارز حمة همامي ورجل الأعمال سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو، المرأة الوحيدة المترشحة الى الانتخابات إضافة إلى عدد من رموز ووزراء نظام بن علي ومستقلين. ورغم انسحاب خمسة مرشحين من غمار التنافس ، وهم عبد الرحيم الزواري (مرشح الحركة الدستورية ووزير سابق في عهد بن علي)، ومحمد الحامدي ( أمين عام حزب التحالف الديمقراطي ) ، ونور الدين حشاد( مستقل، نجل النقابي الراحل فرحات حشاد) ، ومصطفى كمال النابلي (مستقل، محافظ البنك المركزي التونسي سابقا ووزير سابق في عهد بن علي)، وعبد الرؤوف العيادي (رئيس حركة وفاء المنشقة عن حزب الرئيس المرزوقي المؤتمر من أجل الجمهورية ) ، إلا أن القانون الانتخابي لا يجيز ذلك بسبب إعلان انسحابهم بعد الآجال القانونية، لذلك أبقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على صورهم ببطاقات التصويت. وتتميز الانتخابات الرئاسية بعدم تقديم حركة النهضة أي مرشح ، أو اعلان دعم أحد المرشحين ، وإن كانت مؤشرات تدل على دعم ناخبيها للرئيس الحالي المؤقت منصف المرزوقي.