في خرجة ناذرة عاتب شيخ الإستقلاليين امحمد بوستة حليفه السابق في الكتلة وقائد تجربة التناوب التوافقي عبد الرحمان اليوسفي على عدم قوله كلمة "لا" حينما كان يجدر به قولها. وزاد المتحدث الذي حل ضيفا على ندوة نظمها مركز طارق ابن زياد، بمناسبة صدور كتاب عن تجربة التناوب، أنه كان على اليوسفي أن يقيم "سكاندال" بعد إبعاده من الحكومة بدل الإستقالة من السياسية. وكشف الزعيم التاريخي لحزب الإستقلال عن بعض ما دار بينه وبين اليوسفي الذي استعطفه –يقول المتحدث- للقبول بالمشاركة في الحكومة، فكان رد بوستة بأنه سيطلب ذلك المؤتمر الوطني للإستقلال وهو ما قبله اليوسفي. وجدير بالذكر أن اليوسفي قاد تجربة حكومة التناوب التوافقي رفقة حزبي الإستقلال والتقدم والإشتراكية بعد مصالحة مع القصر في آخر أيام الملك الراحل الحسن الثاني، لكن هذه التجربة لم يكتب لها الإستمرار بعد مسار طويل من العراقيل والصعوبات التي واجهتها والتي توجت بتعيين الملك محمد السادس للتقنوقراطي إدريس جطوا وزيرا أول على إثر انتخابات فاز فيها الإتحاد الإشتراكي، وهو ما اعتبره الإتحاديون آنذاك انقلابا على "المنهجية الديمقراطية"، مما تسبب في استقالة اليوسفي من رئاسة الإتحاد الإشتراكي ومن الحياة السياسية عموما.