أن تكون من أبناء مدينة ميدلت، أو لديك أسرة بها تذهب لرؤيتها خلال المناسبات والأعياد، معناه أن تعاني الأمرين مع وسائل النقل التي يشتد عليها الزحام خلال هذه الفترات من السنة. فموقع ميدلت في الطريق الوطنية الرابطة بين الرشيدية ومكناس ومنها إلى الرباط ومدن أخرى، يجعل المسافرين من أبناء مدينة التفاح يعلقون بالمحطة الطرقية لمدة طويلة، تضطر بعضهم إلى التأخر عن الالتحاق بمقرات عملهم بعض انقضاء عطلة العيد، وآخرون يبحثون عن أية وسيلة أخرى للنقل توصلهم بأية كيفية وبأي ثمن، فالمهم عند أغلبهم هذه الأيام السعيدة التي قضوها بين ذويهم في العيد السعيد. وفي كل سنة تتكرر نفس المأساة، فالحافلات التي نقطة انطلاقها من ميدلت قليلة جدا وعدد أبناء ميدلت العاملين بالمدن الأخرى كبير جدا والمتوفر من الحافلات لا يكفي. ويستغل أرباب الحافلات فترات الذروة للرفع من أسعار التذاكر التي تتضاعف أحيانا خصوصا إبان عيد الأضحى الذي يصل فيه ثمن التذكرة من ميدلت إلى طنجة ب200 درهم بدل 100 درهم في الأيام العادية. يقول أحد المسافرين ل"الرأي"، التي عاينت عددا مهما منهم عالقين بالمحطة الطرقية لميدلت والمتجهين في اتجاه الرشيدية والنواحي أو في اتجاه الرباط، أو مراكش أو طنجة، ونواحيها، (يقول) "في هذه الأيام تتحرك الهواتف.. أن تعرف رب حافلة أو سائقها أو مساعد السائق تكون قد وجدت حلا لورطتك.. أما أن لا تعرف أحدا من هؤلاء فمعناه أن تبقى عالقا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا"، مضيفا "كم مرة كنت مضطرا لأدفع لأحد مساعدي سائق الحافلة التي اعتدت ركوبها في اتجاه طنجة لكي أظفر بمقعدي"، موضحا "الحافلة تنطلق من مدينة الرشيدية في اتجاه طنجة، وبالمنطق المادي لا يمكن لصاحب الحافلة أن يترك مقاعد شاغرة من الرشيدية لأجل سواد عيون مسافري ميدلت، وإذا كنت ترغب في مقعد فعليك أن تؤدي ثمن التذكرة كاملا أي من الرشيدية إلى طنجة رغم أنك لن تركب إلا في ميدلت...". ويستغرب المسافرون العالقون لهذه "السيبة" رغم أن المفتشين التابعين لوزارة التجهيز والنقل يوجدون بكل المحطات الطرقية ورغم أن القانون، يقول البعض ل"الرأي"، "يشير إلى ضرورة أن يكون للمدن التي تمر منها الحافلة حصة معينة من المسافرين". ويرفض الأشخاص المتواجدون بشبابيك التذاكر ببعض مدن انطلاق الحافلات، أن يبيعوا تذاكر نقط العبور، والنموذج من الرشيدية التي يأبى بائعو التذاكر، في أوقات الذروة، منحك تذكرة سفر إلى مدينة الريش، التي تبعد بحوالي 68 كلم عن الرشيدية، أو إلى مدينة ميدلت التي تبعد بحوالي 140 كلم عن الرشيدية، ويقولون أنها "أوامر من أصحاب الحافلات!".