" أعيان مكناس بين الأدوار الاجتماعية و أزمة الهوية السياسية" هو عنوان مشروع البحث الذي يعكف الاستاذ الباحث في علم الاجتماع بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس المريزق المصطفى في إعداده، حيث اعتبر الاستاذ المريزق أن مسألة " أعيان مكناس" لم يهتم الباحثون في مجال العلوم الاجتماعية و الإنسانية بها، حتى يومنا هذا ، و ظل هذا الموضوع حسب الاستاذ من المسكوت عنه و هو ما دفعه الى طرح العديد من التساؤلات من مثل: هل يعتبر موضوع الأعيان من المواضع الهامشية؟ أم أن معرفة الباحثين و الدارسين تناقصت جدا إلى حد عدم الاهتمام بمثل هذه المواضيع؟ أم أن هناك دراسات سابقة حول الموضوع بقيت كامنة و لم تظهر؟ و إذا كان الأمر كذلك، ما هي الأسباب الخفية لعدم تطور هذا النوع من الدراسات الاجتماعية في المجتمع المكناسي؟ و حتى إذا ما عثرنا على دراسات من هذا النوع، كيف يمكن إعطاء نفس جديد إليها اعتمادا على التحقيقات الميدانية؟ وأضاف الاستاذ " ليس ثمة في مشروع بحثنا هذا ما يدعو إلى العجب، نريد فقط إخراج الحقيقة من نطاق النظريات العامة التي قامت بتفسير طبيعة المجتمعات و العلاقات التي تربطها بالعالم الاجتماعي و بتقدم الإنسانية" . وأضاف الاستاذ المريزق بأنه يدرك جيدا حجم الصعوبات التي تعترضه، و الحيطة التي يجب أن يتخذها و الطريقة التي يجب ان يتعبها في عرض القضايا الرئيسية المرتبطة بموضوع البحث، حتى يكون بحثنا منتجا. وأكد الاستاذ بأن هناك مجموعة من الظروف مكنته من الإطلاع على العديد من المشاكل الاجتماعية و السياسية التي يعرفها المجتمع المكناسي، و أتاحت له بعض ميادين السوسيولوجيا، التي قام بتدريسها صحبة العديد من زملائه في كلية الآداب بمكناس، التعرف على بعض خصائص مجتمعه المحلي و على بعض الدراسات التي تؤطر تركيبته الاجتماعية و الاقتصادية و التحولات التي رافقته و السياسات المحلية التي استوعبته. و أكد المريزق بأنه ركب مغامرة معالجة العديد من الإشكالات الخاصة المرتبطة بسؤال الإقلاع الاجتماعي و السياسي و الثقافي للمجتمع المكناسي، بعد تردد كبير و تفكير مركز حول الموضوع، محاولا التخلص من الخطاب الموشوم بالمسائل الشديدة العموم، كما أكد أنه سيعرض في مقدمة بحثه الطرق المنهجية التي سيعتمد عليها، و كما سيعرض النتائج الأولية للبحث موضع مناقشة بين العديد من الباحثين و المهتمين و الفاعلين في الحقل الاجتماعي المكناسي.