احتضنت مدينة مراكش، فعاليات الملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا، مساء الاثنين 13 أكتوبر، وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى ، الذي تنظمه اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا حول موضوع "طرق التمويل الجديدة من أجل التغيير"، بتوجيه الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين تلاها رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. و لقد عرفت الجلسة حضور كل من الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، والرئيس السنغالي ماكي سال، ورئيس حكومة جمهورية الرأس الأخضر خوسي ماريا بيريرا نيفيس، وشخصيات بارزة تنتمي إلى عوالم السياسة والاقتصاد والأعمال في القارة. و دعا الملك محمد السادس في رسالته الموجهة الى المشاركين في الملتقى، الفاعلين في القارة السمراء، إلى توحيد الطاقات لربح الرهان الأكبر الذي يطرحه القرن الحادي والعشرين، والمتمثل في انبثاق قارة إفريقية تنعم بالوحدة والاستقرار والازدهار. وقال العاهل المغربي ، "إن قارتنا التي تشهد تغيرا ملحوظا تحمل رسالة مفعمة بروح الأمل والتجدد، إلى المجموعة الدولية، فبفضل توحيد طاقاتنا وحشد مواردنا، سنتمكن جميعا من ربح الرهان الأكبر، الذي يطرحه القرن الحادي والعشرون، والمتمثل في انبثاق قارة إفريقية تنعم بالوحدة والاستقرار والازدهار." وأشار الملك إلى أنه بالنظر لمؤهلات إفريقيا ، "يتضح جليا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن إفريقيا هي اليوم أحوج إلى شراكات مثمرة لجميع الأطراف، أكثر من حاجتها لدعم مشروط." وأوضح أيضا أن هذه الشراكات من شأنها أن تنهض بدور المحفز لحشد الموارد المالية اللازمة، والدفع بالاندماج الاقتصادي الإقليمي إلى الأمام، والنهوض بالموقع، الذي تحتله إفريقيا داخل النسق الدولي لخلق القيمة المضافة.. كما أكد بأن "تعبئة المجموعة الدولية من أجل تحقيق المواكبة المالية للقارة الإفريقية، ينبغي أن تأخذ، بنفس الاهتمام، أبعادا ومعايير أخرى، لها أهميتها كالحكامة الجيدة، ومتانة المؤسسات، وتقوية القدرات المؤسساتية، والانسجام بين الجهات والأجيال، وتأهيل العنصر البشري". ودعا الملك محمد السادس مجددا المجتمع الدولي لبلورة رؤية متجددة تجاه القارة الإفريقية، مغايرة عن كل الرؤى التقليدية، وقال، في هذا الصدد، "إن دعوتنا للمجتمع الدولي لبلورة رؤية متجددة تجاه قارتنا، مغايرة عن كل الرؤى التقليدية، لا يعادلها سوى التزامنا المتواصل كبلدان إفريقية لاعتماد وتفعيل مقاربات تشاركية مبتكرة، وتطوير قنوات تعاون جنوب- جنوب غير مسبوقة، يطبعها التضامن، وتعود بالنفع على كل الأطراف". وشدد على أن "المملكة المغربية، التي تضع في طليعة اهتمامها هذه الغاية السامية باستمرار، لتدعو في إطار علاقاتها بالأشقاء الأفارقة، إلى اعتماد مقاربة شاملة ومندمجة، من شأنها كذلك تعزيز السلم والاستقرار، وتشجيع التنمية البشرية المستدامة، خدمة لكل أبناء القارة، نساء ورجالا. كما تدعو لاحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وصيانة هوية شعوبها، الثقافية والروحية". من جهته اعتبر عبد الله حمدوك نائب الأمين التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الإقتصادية لإفريقيا، أن انعقاد الملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا، ولأول مرة خارج أديس أبابا مقر لجنة الأممالمتحدة الإقتصادية لإفريقيا، يعبر عن الدور الكبير الذي يلعبه المغرب في العلاقات الإفريقية. و يعتبر الملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا حدثا بارزا، بالنسبة للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة و الذي ينعقد كل سنتين، منذ أول دورة نظمت سنة 1999، كما ويشكل إطارا متعدد الأطراف للنقاش حول قضايا ترتبط بتنمية إفريقيا، بهدف إعداد أجندة لتنمية القارة وتفعيل الاستراتيجيات والبرامج الخاصة بالبلدان الإفريقية. وتعرف الدورة التاسعة للملتقى مشاركة أزيد من 800 شخصية تمثل بالخصوص قادة دول وحكومات ووزراء ومقاولون ورجال أعمال وخبراء وممثلون عن المجتمع المدني. وسيتدارس الملتقى القضية المحورية المتعلقة بكيفية الاستفادة من المصادر المبتكرة للتمويل من أجل تحول اقتصادي للقارة عبر التصنيع والنمو المدمج الذي يمكن من توفير مناصب الشغل وتحسين الظروف السوسيو- اقتصادية وتوفير الموارد لتمويل مبادرات التكيف في مواجهة التغيرات المناخية.