استنفر علماء الفضاء والفلك من أجل تحليل «ظل غامض» غطى جزءاً من كوكب الأرض في تسجيل مصور من الفضاء بواسطة أحد الأقمار الاصطناعية، وهو ما لم يتمكن العلماء من تفسيره ولا تحليله، وأثار المخاوف بشأن ما إذا كان ثمة «مخلوقات فضائية» قد تمكنت من الاقتراب من كوكبنا. ووفقا للمعلومات فقد تم تصوير الفيديو بواسطة القمر الصناعي الياباني (Himawari-8) المخصص للأرصاد الجوية، عندما كان على ارتفاع 35 ألف و791 كلم عن الأرض. وتظهر في الفيديو القصير الذي لم تتجاوز مدته 5 ثوان، بقعة داكنة تتحرك على الوجه المضاء من الأرض أثناء انعكاس ضوء الشمس عليه. وتضاربت المعلومات في وسائل الإعلام حول تلك البقعة من الظل، في حين لم تؤكد أي جهة رسمية أصل وسبب ظهورها. يذكر أن علماء الفضاء يرصدون كل مدة ظواهر غريبة يعجزون أحيانا عن تفسيرها، حيث كشف علماء مرصد «أريسيبو» في بورتوريكو مؤخراً أنهم وقعوا في حيرة من أمرهم بسبب إشارات واضحة التقطت في 12 أيار/مايو الماضي منبثقة عن النجم «روس 128». واعتبر العلماء أن هذه الإشارات الراديوية، ذات النطاق العريض، لم تكن عادية، ليس فقط بسبب تكرارها مع مرور الوقت، بل أيضا بسبب تغير ترددها بطريقة غير معهودة من قبل. وفي حين سارع الفريق إلى نفي أن تكون الإشارة صادرة عن مخلوقات تحاول الاتصال بسكان الأرض، أثار رصدها الكثير من التخمينات والتكهنات في الأوساط العلمية المهتمة بدراسة الأمر. وكان رجل الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودن قال في العام 2015 إن كائنات فضائية تحاول الاتصال بالبشر على كوكب الأرض لكن البشر لم يفهموا شيفرتهم بعد. وقال: «عندما تتعامل مع اتصالات مشفرة بشكل صحيح، لا توجد وسيلة حقيقية تستطيع أن تكتشف بها أنها مشفرة. ببساطة لا يمكن التمييز بين الاتصالات المشفرة بشكل صحيح، وسلوك الاتصالات العشوائية». وأوضح سنودن أنه في حالة وجود كائنات فضائية، وفي حالة كونها ذكية، فسوف تعمل بالفعل على تشفير اتصالاتها، إلا أن هذا يعني «إذا كانت هناك حضارة فضائية تحاول الاستماع لحضارات أخرى، فهناك احتمال أن يحدث ذلك في الفترة التي تكون فيها وسائل إحدى الحضارتين بدائية وغير محمية، إلا أنه في حال كانت الحضارتان على درجة التقدم التكنولوجي نفسه، فستكون اتصالاتهما مشفرة بشكل جيد». وأشار إلى أنه في حال كانت رسائل الكائنات الفضائية مشفرة تماما، فلن تتمكن أي وكالة أمن من اكتشاف مثل هذه الاتصالات، بدلاً من ذلك سوف تبدو لها ضجيجا فضائيا. وأضاف: «عندما نفكر في كل ما نسمعه عن طريق الأقمار الصناعية، ونتصور أن كل إتصالاتهم مشفرة بصورة طبيعية، فمن الممكن أن نكون كبشر نستمع بالفعل إلى أصوات مكالمة هاتفية أو رسالة بين هذا الكوكب ونظام ال GPS الخاص به، أو إرسال بالقمر الصناعي مع أجهزة التلفزيون الموجودة على هذا الكوكب، وهذا ما لا يمكننا تمييزه عن موجات الإشعاعات الكونية التي تصل إلينا وإلى أجهزتنا الفضائية». ومع بداية العام الحالي 2017 كشف عالم أمريكي أن الصين تجري اتصالات مع مخلوقات فضائية في العالم الخارجي ولا أحد يعلم مضمون هذه الاتصالات أو المحادثات بين الجانبين، إلا أن عالم الفضاء الأمريكي يقول أن هذه الاتصالات مقلقة. وقال الرئيس السابق لمجلس أمناء جامعة (SETI) الأمريكية جون هيرتز أن الخبراء الأمريكيين قلقون من اتصالات محتملة تجريها الصين مع «الكائنات الفضائية». وجاءت هذه التصريحات عبر لقاء مطول أجرته معه مجلة علمية بريطانية، حيث قال: «نحن قلقون فعلا من المشروع الصيني الجديد، فمن خلال التلسكوب FAST الجديد الذي بنته، من الممكن أن تتمكن الصين من إرسال إشارات إلى الكائنات الفضائية، إن وجدت، ما قد يشكل خطرا حقيقيا على حضارتنا على الأرض». وأضاف إن «الصين بمشروعها الجديد قد تتوصل لمعلومات جديدة، وقد تحدث خرقا حقيقيا في مجال المعلومات الفضائية، فاكتشافها لتلك المعلومات سيجعلها الرائدة في العالم في هذا المجال». وتأتي هذه التخوفات الأمريكية بعد أن أعلنت الصين في الثالث من تموز/يوليو من العام الماضي عن إتمام بناء أضخم تلسكوب لاسلكي في العالم، حيث بلغ قطر التلسكوب الذي يمتد على مساحة تقدر ب30 ملعب كرة قدم 500 متر، أي أطول ب200 متر من قطر تلسكوب آخر يقع في مرصد أريسيبو في بورتوريكو. ورجحت إدارة المشروع أن يساعد التلسكوب (FAST) في البحث عن حياة ذكية في الفضاء، ومعرفة أصل الكون، وتعزيز القدرة على مراقبة الفضاء الخارجي. ويعتقد العلماء أن البشرية يجب أن تستخدم إشارات منخفضة أثناء البحوث الفضائية، لتجنب خطر استعمار الأرض من قبل الكائنات الفضائية. يشار إلى أن العديد من علماء الفلك يعتقدون أن ثمة مخلوقات أخرى موجودة في الفضاء لكننا كبشر ما زلنا غير قادرين على الوصول إليها، أو التواصل معها، وهو ما يعني أن التطور التكنولوجي قد يتيح التواصل مع العالم الخارجي لاحقاً.