اختتمت جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي بشراكة مع مؤسسة Friedrich Ebert الألمانية، جولة عملها الفني الأخير، مسرحية "القسمة"، التي تناقش شتى أنواع الحيف الاجتماعي الذي يطال المرأة في موضوع الإرث، والتي جابت 5 جهات من جهات المملكة. هذه المبادرة الفنية المتفردة، التي طرحت موضوع الحيف المجتمعي اتجاه المرأة في ما يتعلق بالإرث، هي إنتاج مجموعة فنية، تتألف من الباحث والكاتب المسرحي عصام اليوسفي كاتبا للنص، وإخراج المسرحي والمخرج مسعود بوحسين، ثم سينوغرافيا الفنان رشيد الخطابي، وفي التشخيص نجد كلا من الفنانة المقتدرة فضيلة بنموسى، إلى جانب كل من وسيلة صابحي، سعيد آيت باجا، فريد الركراكي، بنعيسى الجيراري.
وقد جال العرض المسرحي الأخير لفرقة إيسيل 6 مدن مغربية ليعرض خلال ليالي رمضانية بين 13 و 19 يونيو الجاري، بكل من العاصمة الرباط، ثم الدارالبيضاء مرورا بمكناس وتطوان وطنجة ثم مراكش.
مخرج المسرحية، مسعود بوحسين، اعتبر أنها "كانت تجربة مفيدة وغنية فنيا وإنسانيا وفكريا، فالمسرحية أنجزت بحب والتزام كبيرين من طرف الفريق بأكمله وكانت نتيجتها مشرفة فنيا، إذ تجاوب معها جمهور كبير منذ العرض الأول كما أن نقاشات الأساتذة المتدخلين في النقاشات المبرمجة ما بعد العروض مع الجمهور كانت مفيدة".
واستطرد المتحدث قائلا "كل المخاوف تبددت أمام سحر الفن الذي يجعل الكثير من القضايا التي قد تبدو شائكة أو غير مرغوب في إثارتها أمرا عاديا ومستساغا من قبل الجمهور الذي تابعها من مختلف الشرائح في قالب فني، فغايتنا منذ الأول لم تكن الإثارة، بل كانت مقاربتنا فنية محضة، تعرض حالات إنسانية استقيناها من الواقع دون أحكام أو توجيه أو حلول، على أن نترك المجال للنقاش بموازاة العرض للمهتمين والمتخصصين، لذلك بني العرض كسلسلة من الحالات الشائكة المرتبطة بعلاقة المرأة والإرث، وقد تتبعها الجمهور بتعاطف درامي وبكوميديا أيضا".
وختم نقيب المسرحيين كلامه بتأكيد كون "النقاشات التي نظمت فيما بعد العرض منحت مؤشرات مهمة لقابلية نقاش مثل هذه القضايا التي لا ترتبط فقط بإشكالية المناصفة بين الرجل والمرأة، بل بإشكالات أخرى كالتعصيب والتأويل الذكوري للقانون، كما احتفى العرض بالاجتهاد المغربي المسمى الكد والسعاية وغير ذلك من المواضيع، فخور أن العرض أثار أسئلة بلباقة واحترام لشعور الناس الذي هو شعورنا جميعا، وهذا يزيد من الإيمان برسالة الفن ودوره في طرح الأسئلة وبداية الحلول".