قال عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن النخبة المغربية منذ الاستقلال إلى اليوم تواضعت على إنجاز الانتقال الديمقراطي عبر التراكم والبناء المتدرج، معتبرا ذلك "يطيل أمر الانتقال ويجعله يعيش أزمات صعبة". وأضاف حامي الدين، أثناء مشاركته في ندوة بمدينة تزنيت ليلة السبت 17 يونيو، تحت عنوان "التحول الديمقراطي بالمغرب إلى أين؟"، أنه "كلما شهدت مرحلة ما بعض التقدم في المسار إلا وتلتها مراحل الانتكاسة والارتداد، وذلك مؤشر على غياب الإرادة السياسية في تحقيق هذا الانتقال على عكس بعض الدول التي توافقت فيه النخب والمؤسسات على الحسم في تحقيق الانتقال الديمقراطي".
من جانبها، اعتبرت أمينة ماء العينين، القيادية في "البيجيدي"، أن "الوطن يعيش حالة الارتداد والنكوص، وأن حكومة العثماني لا تعكس نتائج صناديق الاقتراع وأن تشكيلها فرض على الحزب المتصدر للانتخابات"، مشيرة في الوقت ذاته إلى الوضعية الحرجة التي يمر منها العدالة والتنمية "والتي يحتاج فيها لحوار داخلي أكثر من غيره"، على حد تعبيرها.
وأضافت ماء العينين، في ذات الندوة، أن الحوار الداخلي يجب أن يكون "مستندا إلى التعاقد الذي يربط الحزب بعموم المواطنين وخاصة الذين منحوه أصواتهم في السابع من أكتوبر الماضي ويأخذ بعين الاعتبار آراءهم ونصائحهم وانتقاداتهم، إذ الحزب اليوم ليس ملكا لمناضليه فقط بل هو للمغاربة قاطبة"، تضيف قائلة.
إلى ذلك، اعتبر إبراهيم بوغضن، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن البلوكاج الحكومي كان مخدوما وكان من آثاره الأحداث التي نعيشها اليوم بما في ذلك حراك الريف خاصة، وما تعرفه المدن والقرى المغربية عامة، حيث اعتبر ذلك كله نتيجة حتمية للأزمة السياسية التي يعرفها المغرب.
وأبرز المتحدث، أن حراك الريف يساءل التدبير السياسي للحقل الحزبي بالمغرب مند سنة 2008 إلى الآن، مشيرا إلى أن "الدولة اليوم لا تجني إلا ثمار إزالة الأحزاب السياسية بالريف سنة 2009 وفرض حزب واحد"، وأن "تعويض الأحزاب الوطنية الديمقراطية ذات الامتدادات الشعبية بأحزاب الإدارة تكون نتيجته الفراغ، بما يشكله من خطر على الجميع نتيجة انتفاء آليات الوساطة بين المجتمع والدولة ".