قال الصحافي المغربي بقناة "الجزيرة" القطرية، محمد البقالي، إن الطبخة التي طبختها السعودية والإمارات ضد قطر "في طريقها للاحتراق"، وأن "رائحة احتراقها تشتم من بعيد"، مضيفا "يبدو أن القوم استعجلوا قطف ثمار مئات المليارات التي منحت لدونالد ترامب لكن لم يحسنوا قراءة موازين القوى جيدا"، وذلك في إشارة إلى قطع العلاقات ومحاولة ضرب حصار شديد الطوق على الدوحة. وأوضح البقالي أن من بين معالم احتراق الطبخة:السعودية الإماراتية ضد قطر، "دخول تركيا بثقلها في الملف من خلال تشريع سريع في البرلمان ينص على نشر عناصر من جيشها في قاعدتها في قطر"، وكذا " دخول ايران على الخط وعرضها للمساعدة التجارية بما يعني ابطال مفعول الحصار اقتصاديا او تقليص اثاره للحد الأدني. وهو يعني سياسيا قطر ليس معزولة كما اريد لها وان حلفا ثلاثيا قطرياتركياايرانيا يتشكل او تشكل لمواجهة الحصار".
ولفت المتحدث في هذا الصدد، الانتباه إلى مواقف الدول الكبرى التي قال إنها "سارت عكس ما تشتهي سفن الحصار"، قائلا: "إذا كان من السهل على السعودية والإمارات "شراء" مواقف دول صغرى مثل جزر موريشيوس او جزر القمر على سبيل المثال، فالامر ليس كذلك بالنسبة للدول الغربية المؤثرة في صناعة القرار الدولي، ولذلك لاحظنا انه رغم حملة العلاقات العامة التي انفقت فيها الإمارات ملايير لتشويه صورة قطر، فالموقف الألماني والإسباني جاء رافضا للحصار ومتضامنا مع قطر، والموقف الفرنسي جاء داعما لتسوية اقترح فيها الرئيس ماكرون الوساطة، ومواقف باقي الدول الكبرى جاءت داعية الى الحوار والى تجنيب المنطقة مغامرات غير محسوبة. ومعنى هذا ان حملة الشيطنة فشلت التي انفقت الملايين من اجلها قد فشلت".
وعن المواقف الدول العربية، فقد اكد محمد البقالي أنها "لم تكن كلها متماهية مع الموقف الإماراتي السعودي، بل ان بعض الدول ورغم قربها من السعودية أشهرت ورقة الحياد كما هو الحال بالنسبة للمغرب، اما دول اخرى فقد دعت الى الحوار والتهدئة . (، كما هو الشأن بالنسبة للجزائر وتونس. واعتبر المتحدث أن الرهان على دعم ترامب بدا في غير محله لأن الرجل لا يعبر تماما عن الادارة الامريكية، وقد بدا هذا الخلاف واضحا في هذه الأزمة، اذ أن تغريداته "المباركة" ضمنيا للاجراءات السعودية الاماراتية تناقضت بشكل جلي مع موقف ادارته خاصة مع البنتاغون الذي أكد على امتنانه لقطر في ما يخص محاربة الاٍرهاب. وهو ما أدى في نهاية المطاف الى تراجع ترامب ضمنيا عن فحوى تغريداته الداعمة للحلف السعودي والامارتي وعرضه الوساطة.
و الأهم من ذلك، يضيف البقالي، أن الرهان على ترامب في هذه المرحلة بالذات يشبه القمار، قائلا: "الرجل يواجه متاعب سياسية وقضائية، بشأن اتهامه بمحاولة عرقلة العدالة، قد تنتهي بعزله أو على أقل تقدير بإضعافه وإنهاكه. وهو ما سيجعل الرهان عليه نوعا من القمار المحرم، خاصة اذا كان قد كلف مئات الملايين من الدولارات."