كل ما يقع اليوم في الريف هو نتاج لسياسة إقصائية تنهجها الدولة المغربية على مجموعة من المناطق في هذا المغرب الحبيب .. فهي "تعز من تشاء وتذل من تشاء".. . على خطى مدينة الحسيمة أتنبأ بمثل ذلك في الجنوب الشرقي، إن لم تفطن الدولة لذلك وترفع الحيف المقصود!، وإن لم يرجع لذوي الحقوق حقوقهم .. فلا مياه عذبة للشرب (زاكورة)، ولا طائر يطير في سماء الاستثمار، ولا امرأة ولود (شركات تولد فرص للشغل) .. رغم أن إمكانات الجهة (المادة الخام) موجودة، الموارد البشرية، الموارد الطبيعية ..، لكنها مخطوفة! إن لكل حدث مسبباته: من بين الاستدلالاات على كلامي؛ هو حراك المجتمع المدني بتنغير جراء عزل رئيس والتضييق على آخرين، وما فعله لفتيت قبل يومين.. يعين نائب أراضي جموع متوفى (بضواحي الرشيدية) ! دلالة على تحقير المنطقة (السيد لم يكلف نفسه عناء الاطلاع على الوثائق وبدون استشارات..)، كذلك عزل الأئمة واحد بعد الآخر من وزارة التوقيفات .. كل من قال كلمة حق فهو إلى زوال .. أخشى أن أسمع الخطيب في الجمعة المقبلة يدعو بدعاء مع السلطان والوزير! لكثرة التوجيهات في الخطب .. دليلي على هذا؛ أيضا معطيات التهميش التي تعد ولا تحصى! الصحة (امرأة من هنا وأخرى من هناك تموت جراء انعدام وسائل النقل البري عوض الجوي، إديا رحمها الله، وأطفال كثر مثلها ...)، التعليم، الفقر والهشاشة، والبنيات التحتية .. كل هذا يؤدي إلى تردي مؤشر الاقتصاد وتنفير المستثمر..! دليلي على هذا؛ القمع المقصود من طرف الدولة للمجتمع المدني .. الذي يظهر لي والله أعلم أنه هو الشرارة المشتعلة لكنه كذلك أصبح متحكم فيه من الداخل بحكم تبعيته لتيارات سياسية حاكمة أو محكومة..! وبدأ يتنازل عن جملة كبيرة من حقوقه المادية والمعنوية .. دليلي على هذا؛ التدخلات المقيتة والمسكوت عنها من طرف المسيرين المنتخبين بمبرر (نديرو الماء منين إيدوز..) لرجال السلطة (قياد وبشاوات وعمال ووالي كذلك ..) في التدبير المحلي للجماعات والأقاليم وكذلك الجهة .. من خصم للمزانيتها وتعرض عن بعضها وحذف نقط في جدول أعمالها إلى غيرها من التضييقات .. كل هذه الأدلة وأدلة أخرى .. تشاهدونها في أرض جهة درعة تافيلالت .. فالمشاكل تمشي على رجليها بيننا كل يوم .. وما يزيد الطينة بلة هو أن هذه السياسة تنهجها الدولة يوما بعد يوم و"لا رجل رشيد فينا" .. وتتهم المطالبين بالحقوق.. إما مشاغبون أو إنفاصليون أو ... فماذا عن وصفنا غدا..! ننتظر حتى تبدأ الشرارة كما بدأت في الحسيمة ونبقى أنذاك نبحث عن الحلول مع الأطراف المشاركة ..!