عمر بلافريج سياسي يساري مغربي، درس في فرنسا وانتمى لائتلاف فدرالية اليسار الديمقراطي، وفاز باسمها في الانتخابات البلدية والبرلمانية في 2016، اشتهر بدعوته لبحث مصير المشاريع الكبرى التي يدشنها الملك محمد السادس، وبمطالبته الدولة المغربية بالكشف عن وثائق اغتيال المعارض البارز المهدي بن بركة. المولد والنشأة
ولد عمر بلافريج يوم 26 أكتوبر 1973 بالرباط. وينتمي عمر لعائلة سياسية بارزة في المغرب، فهو قريب لكل من وزير الخارجية ورئيس حكومة بعيد استقلال المغرب أحمد بلافريج، والقيادي اليساري المعارض وأحد الزعماء التاريخيين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الرحيم بوعبيد، والكاتب الأول السابق للحزب نفسه محمد اليازغي. الدراسة والتكوين
درس عمر بلافريج بثانوية ديكارت الشهيرة في الرباط، وهي من مدارس البعثات الفرنسية، ثم انتقل لمواصلة دراسته في باريس بثانوية جانسون دي سايي حيث درس الرياضيات. ثم انتقل بعدها إلى ليون حيث درس الهندسة.
الوظائف والمسؤوليات
بعد عودته للمغرب، اشتغل عمر بلافريج بالهولدينغ الاقتصادي الملكي "أونا"، ثم اشتغل أيضا مديرا تقنيا بجامعة الأخوين. شغل عمر بلافريج منصب المدير العام لتيكنوبارك، وهي مؤسسة تساعد على إنشاء شركات وتنمية مقاولات في مجالات تكنولوجيا الإعلام والتواصل والتكنولوجيا الخضراء. وهو أيضا مستشار بالمجلس البلدي لمدينة الرباط، ورئيس سابق لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد (الزعيم التاريخي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية). كما أسس عمر حركة "وضوح، طموح، شجاعة" التي انضمت لاحقا لفدرالية اليسار الديمقراطي.
التجربة السياسية
تشبع عمر بلافريج بالتجربة اليسارية التي قادها بعض أقربائه منذ استقلال المغرب عن فرنسا عام 1956 وفي مقدمتهم الراحل عبد الرحيم بوعبيد الذي ميّز التجربة السياسية بالمغرب خلال النصف الثاني من القرن العشرين بقيادته لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي عارض نظام حكم الحسن الثاني، وناله نصيبه من الاعتقال بسبب مواقفه المعارضة لاختيارات النظام.
وقد طبعت هذه التجربة الاختيارات السياسية لعمر، وكان من أبرز ما عمله هو ترؤسه لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد خلال الفترة الممتدة ما بين 2009 و2012 والتي تعنى بفكر بوعبيد وآرائه السياسية في مجال الترسيخ للديمقراطية تحديدا، وتستضيف ندوات ولقاءات يحضرها مثقفون من داخل المغرب وخارجه.
كما انخرط عمر في العمل الأهلي المدني وأسس حركة "وضوح، طموح، شجاعة" التي جعلت من أهم أهدافها الدعوة إلى لمّ شمل اليسار الذي شهد تشتتا وانقساما كبيرا منذ 1997، انقسام كرسه التراجع التاريخي لليسار في الانتخابات التي شهدها المغرب منذ 2002.
وفي 2015، اتخذ عمر بلافريج قراره بالانضمام إلى تحالف "فدرالية اليسار الديمقراطي" الذي ضم عددا من التنظيمات اليسارية المغربية، هي الحزب الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وترشح باسمه في الانتخابات البلدية والجهوية عام 2015، حيث ترأس لائحة المرشحين في أرقى الأحياء بالعاصمة الرباط (دائرة أكدال-الرياض)، واحتلت لائحته المرتبة الثانية وفازت بتسعة مقاعد داخل الدائرة برفقة أحزاب أخرى في مقدمتها حزب العدالة والتنمية، حيث اختار بلافريج وفريقه البقاء في المعارضة وعدم المشاركة في تدبير شؤون البلدية. وفازت لائحة بلافريج أيضا بأربعة مقاعد بمجلس مدينة الرباط.
وترشح عمر بلافريج في انتخابات السابع من أكتوبر 2016 وفاز بمقعده عن دائرة مهمة في الرباط عادة ما كان يتصارع فيها كبار السياسيين وهي دائرة الرباط-المحيط.
من أبرز مواقف عمر بلافريج دعمه حركة 20 فبراير التي خرجت إلى الشوارع عام 2011 مطالبة بإصلاحات دستورية وقانونية مهمة إبان اندلاع ثورات الربيع العربي، كما وقف ضد مشروع إنشاء القطار السريع (TGV) واعتبره مشروعا مكلفا ولا يتناسب مع الحاجة الاقتصادية للمغرب، موضحا أن نحو عشرة أمتار من السكك الحديدية المخصصة لهذا النوع من القطارات يوازي إنشاء مدرسة واحدة على الأقل.
وبعد انتخابه برلمانيا، طالب بلافريج الدولة المغربية بالكشف عن وثائق مقتل المعارض اليساري البارز المهدي بن بركة عام 1965 بفرنسا، وذلك إثر كشف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عن جزء من وثائق تخص قضية اختطاف واغتيال بن بركة.
كما اشتهر بلافريج بموقفه الذي عبّر عنه داخل مجلس النواب بشأن المشاريع التي يدشنها الملك، حيث تساءل عن سبب خوف النواب من مناقشة مصير تلك المشاريع بعد تدشينها من طرف الملك، موضحا أن بعض تلك المشاريع غير معقولة بالنسبة لبلد مثل المغرب. نقلا عن الجزيرة نت