اتهم إلياس العماري الامين العام لحزب الاصالة و المعاصرة، الدولة ب"تنفيذ استراتيجيتها في تشجيع البؤس الفكري والتفاهة الثقافية، وتغليبها لأنماط ثقافية ماضوية على حساب الفكر التقدمي والحداثي"، معتبرا أن "القمع الشديد الذي مورس على المثقف"، وما "خلف فيه من خوف"، جعله "يؤدي ضريبة ذلك الدور الطليعي الذي كان يضطلع به سابقا"، مضيفا أن ذلك جعل "المثقفين أو من تبقى منهم، إما يتوارون إلى الخلف، أو يفكرون بصمت، أو يجارون الابتذال والرداءة المنتشرة في كل مكان". على حد تعبيره. واضاف رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، في تدوينة له، أن " تراجع المثقف إلى الوراء واستقالته من الفضاء العمومي"يعتبر من إحدى الأسباب الرئيسية في البؤس الذي يعرفه مشهدنا السياسي في مختلف مستوياته"، مسترسلا أن "بؤس السياسة والفضاء العمومي في بلادنا، يزداد يوما بعد يوم، ويوسع المجال لسطحية العالم الافتراضي، ولهيمنة الثقافة التي تجرنا إلى الخلف وتعمل على نشر الفكر الرجعي البئيس".
وإعتبر المتحدث ذاته، بلغة تغلب عليها الذاتية لدرجة النرجسية،أنه "شخصيا لا يعتبر نفسه مثقفا، ولكن يعتبر نفسه، منتوجا للجيل الذي تحدثت عنه من المثقفين "الطليعيين" في الثمانينات والتسعينات". وزاد "فقد سمحت لي الفرصة أن أكون من المؤطَرين والمكوَنين داخل مدرسة هؤلاء، سواء بالاحتكاك المباشر مع بعضهم، أو عن طريق قراءتي لأعمال وإبداعات مثقفين مغاربة"، وإستمر في إستعراض أسماء الفلاسفة و المفكرين، كمن يحاول إبراز مؤهلاته المعرفية، أمثال "العروي والجابري وجسوس وعقار والشاوي وشكري وغيرهم كثير" وكذا بعض الفلاسفة والمثقفين "مشارقة من لبنان ومصر والعراق وسوريا وغيرها".
وتحدث إلياس العماري عن تجربة الجيل الذي ينتمي إليه، قائلا "نحن في جيل الثمانينات من القرن الماضي، رغم طراوة سننا، كنا نعرف من الكتاب والأدباء والفلاسفة والمفكرين أكثر مما نعرف من الأصدقاء وأفراد العائلة. لأن الجو العام والفضاء العمومي كان بمثابة ملعب كبير يؤدي فيه المثقف دور اللاعب الرئيسي الذي يوجه الجمهور وينير طريق السياسي.
يشار إلى أن الأمين العام ل"البام"، الذي لبس جبة المدافع عن المثقف ضد ما سماه " البؤس"، وأكد أن المغرب "اليوم في أمس الحاجة إلى عودة المثقف، إلى صرخة المثقف، إلى تنوير المثقف"، تناسى أنه ساهم بقدر كبير في تعميق دائرة البؤس في المجتمع، منذ تأسيسه إلى جانب آخرين لحزب الاصالة و المعاصرة الذي وصفه العديد من السياسين و المحليلين بكونه "حزب البؤس السياسي"، و نظرا كذلك للدور الذي جاء ليلعبه في تمييع الحياة السياسية، حسب كثير من معارضيه.