منذ أن طلع هلال شهر شعبان، شمّر شباب مغاربة عن سواعدهم من أجل جمع ما يلزم لتوفير قفة رمضان لفائدة الأسر المعوزة والفقيرة في أحيائهم ومدنهم، كتقليد سنوي دأب عليه الكثير من الشباب المتطوعين. وانطلق متطوعون في عدد من مدن المملكة، خاصة الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة، في جمع المواد الغذائية اللازمة لتشكيل قفة رمضان، قبل أن يتم توزيعها على العائلات المحتاجة في الأيام القليلة المقبلة. جمعية "ارسم بسمة" بمدينة سلا أطلقت حملة "قفة رمضان" وحددت لهذا الغرض، وفق رئيستها الناشطة المتطوعة الشابة وفاء كويس، جمع 300 قفة رمضان، بمعدل 400 درهم لكل قفة، يتم توزيعها على أسر الأرامل واليتامى خصوصاً. وبحسب كويس، فإن متطوعي الجمعية جمعوا إلى حدود اليوم 192 قفة رمضان، في انتظار أن يجمعوا تكاليف ما تبقى من القفف، حتى يستطيعوا توزيعها في وقت مناسب قبل حلول رمضان بأيام. ودأبت هذه الجمعية التي تعنى أساسا بوضعية النساء الأرامل والأطفال اليتامى، من خلال حشد وجمع ما يلزم من مبالغ مالية ومساعدات عينية لفائدة هذه الفئات الهشة، على تخصيص فترة شعبان لحملة قفة رمضان، تستفيد منها العشرات من العائلات المعوزة، والتي لديها سجل ومعطيات خاصة عند الجمعية. جمعية الوسيط هي الأخرى تضم شباباً متطوعين أطلقوا حملة جمع قفة رمضان، وتم تحديد سقف مالي لكل قفة، على أن يتم توزيع هذه المعونات الغذائية على العشرات من الأسر الفقيرة بالمدن والقرى على السواء. ويهدف متطوعو هذه الجمعية وغيرها إلى حشد أكبر عدد ممكن من المحسنين الذين يساهمون في تمويل قفة رمضان، من أجل تعميم الاستفادة على عائلات فقيرة عديدة في مختلف مناطق البلاد، خاصة في هوامش المدن والبوادي. ويقول فؤاد بنعمية، ناشط متطوع شاب بمدينة الرباط، اعتاد في كل سنة على التطوع من أجل جمع مؤن رمضان وتوزيع القفف على من يستحقونها، إن العملية تبدأ أولا بالاتصال بالراغبين في تمويل المشروع الخيري. وفي مرحلة ثانية، يضيف الناشط، أنه يتم تحديد الأسر الفقيرة في أرجاء الحي والمدينة، من خلال التعرف إليهم وعلى أحوالهم في بيوتهم، وهل فعلاً هم عائلات معوزة، ثم شراء المواد الاستهلاكية الضرورية في رمضان، وجمع كل ذلك، وأخيرا توزيع القفة على الفئة المستهدفة.