يبدو أن عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، بدأ يجر عليه غضب قياديين في حزبه مركزيا وإقليميا؛ فبعد انتفاضة أعضاء حزب الحمامة بإقليم الرشيدية ضد "القرارات الفوقية"، ها هو قيادي آخر ينتقد بشدة استمرار أخنوش في "البلوكاج" الحكومي، وتشبثه بشرط مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من اجل القبول في الدخول في حكومة بنكيران الثانية. وتوجه ياسين البهلولي، عضو المجلس الوطني للتجمع، والذي كان يشغل أيضا منصب مستشار في الرئيس السابق لمجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، رسالة مفتوحة إلى أخنوش، تنتقد "خطابه السياسي" الأخير بمدينة إفران. وساءل البهلولي أخنوش، قائلا: "منذ متى كان المشهد السياسي والبرلمان سوقاً، كما تقول السيد الرئيس؟"، و"منذ متى كنا نفاوض لتكوين حكومة بلدنا بلغة البيع، والشراء، وجمل من قبيل هادشي للي كاين فالسوق، وخاص ضروري 240...؟"، وتابع: "هل نحن نفاوض لدخول حكومة وطن تنتظره رهانات كبيرة، وشبابه، وشيبه يئسوا من السياسة، أم نفاوض لنبيع خرفانا لا نمتلكها، ونقوم ب"تشناقت". واعتبر المتحدث أن حزب التجمع الوطني للاحرار غير موقفه من المشاركة في حكومة بنكيران الثانية "ثلاث مرات" منذ أكتوبر 2016، قائلا: "ألم نرهن البلاد والعباد شهرا لنغير رئيس حزبنا، وشهرين لفرض الاتحاد الدستوري، تم شهرين للتشبث بالاتحاد الاشتراكي الذي أصبح بقدرة قادر حليفنا!؟"، قبل أن يتساءل: "منذ متى كنا أو كان معنا الاتحاد الاشتراكي لكي لا نتخلى عليه اليوم؟، منذ متى كان يشاركنا التوجهات، والمبادئ؟ هل هذا من الوضوح في شيئ؟ أم تمييعا للمشهد السياسي؟"، على حد تعبيره. "منذ متى كان الدخول للحكومة شرطا للدفاع عن الوطن، وقضاياه على المستوى الدولي؟ هل تعني أن الاتحاد الاشتراكي لن يدافع عن صحرائنا إن لم يدخل للحكومة؟"، يضيف ياسين البهلولي، قبل أن يخاطب مجددا عزيز اخنوش: "من أفتى عليك هاته الفكرة العجيبة سيدي الرئيس؟ مستغربا استعمال القضية الوطنية كورقة ضغط في مفاوضات سياسية داخلية للتشكيل".