الرأي - حنان اليوسفي أكدَ المفكر والفيلسوف طهَ عبدالرحمن أن الدين بكليته أخلاق ،ويدعمَ قولهُ بشقين ، أن لا دين منزَّلَ ، ولا أخلاقَ بغيرِ دين معتبراً أن الأخلاق ذات طبيعة روحية لا نفسية ولا يورثها إلا الدين المنزل .. ومتى ما وجدت المسئولية تمت الأخلاق.. طهَ عبر الرحمن ، فيلسوف الأخلاق والفلسفةَ ركز في لقائهِ حول هدفيْ "روح الدين " و"فصل الدين عن نفسه " ، بدايةً فقد ركزَ على كشفِ الأزماتِ الأخلاقية التي إرتكزت عليها الحداثة الغربية وفصلهم المتواصل للدين والدولة ، معتبراً أن الدين متصل لزاماً بجميع المجالات ، مستدلاً عن أطروحتهِ بلوازم المنطق وآليات النقد ، ومقدماً نموذجاً جديداً أسماهُ "النموذج الإئتماني ".. وفي خضمِ حديثهِ أقرّ الفيلسوف طهَ عبد الرحمن أنّ الدهرانية –العلمانية- التي هي صورة دُنيَانية تتصل بفصل الأخلاق عن الدين اِتبعت أربع مناهج أخلاقية كلها ترد النموذج الإلهي و النقدي والاجتماعي والنسوتي والتي بُنيت على تصورات فاسدة للعلاقات الإنسانية، معتبراً بذلكَ أنها لا تقدر الله حق قدره، وهي التصور الخارجي الذي ينزل على هذه العلاقة الروحية المقولات المادية لعلاقة الإنسان بالعالم ، فتحتم عليهِ بناء نموذج أخلاقي جديد لا يقع في فساد التصور التي وقعت فيها النماذج الدهرانية والذي أسماهُ بالنموذج الائتماني ، والذي تسمى بخمس نماذج خاصة ، وهي مبدأ الشاهدية ، ومبدأ الآياتية ، ومبدأ الإذاعية ، ومبدأ الفطرية ، ومبدأ الجمعية .. وعليهِ فإن فصل الأخلاق عن الدين يؤدي إما إلا فصل الأخلاق وهي أخلاق نفسية فيتردى الى درك البهيمية .. وإما إلى إلغاء الدين .! وشددّ المفكر طه عبدالرحمن على أن المعلومات لا تعني شيئاً إن انحلّت عن سياقها،" فإن حفظت نفس السياق، أي الجملة ذاتها، فأنت حافظ فحسب، تكرر وتستعيد نفس السياق ومفرداته. وإن استطعت أن تعيد بناء: الجمل والمعاني والمضامين والسياقات من جديد، بأن تشتق أو تستنبط سياقاً جديداً، فأنت تمارسُ التفكير والتحليل والمحاكمة والنقد.!" طبيعة المفكر الحرِّ أنه ينزعُ إلى الابتعاد عن أجواء الإعلامِ والشهرة ، لينغمسَ أكثر في الأفكار التي ملكتعليه عقلَه وهذا ما إنتهجهُ طهَ عبدالرحمن الفيلسوف والمفكر الذي غابَ عن الساحة الإعلامية لفترة تزيدَ عن تِ سنواتَ ، ليعود إلينا في حلّتهِ الجديدة ضيفاً على افتتاح مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنسانِي.. في ختامِ حديثهِ ، أعلنَ المفكر والفيلسوف أن كتابهُ الأخير "أختُ العلمانية ، وفصلَ الدين عن نفسهِ " سيكون بالأسواق الشهر المقبل مؤكداً على أن الحوارَ لا ينتج إلا بعد امتلاك مجموعةً من المهارات والقدرات والمواهب العقلية، بالإضافة إلى التحصيل المعرفي، والدربة المنهجية، وإلا فهو مشروع مفكر لا مفكر ناجز..