عشرات المساجد قام الكيان الصهيوني الفاشي بتدميرها في قطاع غزة مع مئات المساكن بل إن أحياء كاملة قد أزيلت بفعل آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل والصواريخ والقصف المدفعي لكن تدمير المساجد كان مقصودا بشكل مثير، ولأن المساجد لدي المسلمين هي بيوت الله، والاعتداء عليها هو من أكبر الحرمات عند الله وعند الناس لذلك حينما يتم استهداف المساجد بشكل مباشر فإننا يجب أن نتساءل لماذا يتعمدون قصف وتدمير المساجد؟ حينما حاولت البحث عن إجابة مقنعة لهذا السلوك الصهيوني وجدت كثيرا من الصحف ووسائل الأعلام الصهيونية تحدثت في الأمر بشكل واضح وقالوا إن القيادة الصهيونية تعتقد أن مساجد غزة هي التي أخرجت ذلك الجيل من المقاتلين من أبناء المقاومة الذين هدموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأوقعوا هزيمة ساحقة بالجيش الصهيوني لم تحدث في تاريخه لاسيما في المواجهات البرية، وهي التي أخرجت هذا الشعب المجاهد الصابر المحتسب حيث كان الرجل يتحدث على وسائل الأعلام وقد فقد عائلته كلها دون عويل أو بكاء وإنما يحتسبهم عند الله وكانت المرأة مثله وكان الطفل مثله وكان الشيخ مثله، والجميع وقف وراء المقاومة صفا واحدا بإيمان وصبر عميق فوجئت به البشرية كلها. وأكدت وسائل إعلام الصهاينة وكتابهم أن المساجد هي التي أخرجت هذا الجيل لذا لابد من هدمها حتى لا يكون لهم مكان يجتمعون فيه أو يتدارسون فيه شؤون دينهم هذا هو السبب الحقيقي وليس، كما أعلنت القيادة الصهيونية أن المساجد كانت تستخدم لتخزين السلاح، فالمقاومة تعرف أين تخزن سلاحها. ومن الواضح أن المقاومة نجحت في أن يكون في غزة مدينتان مدينة فوق الأرض يعيش فيها الناس ومدينة تحت الأرض تعيش فيها المقاومة عجزت إسرائيل وكل عملائها في الوصول إلي مداخلها أو مخارجها التي كان بعضها يصل إلي قلب الكيان الصهيوني عبر الأنفاق وهذا ما أصاب نتانياهو وحلفاءه بالخبل، فأخذوا يدمرون كل شيء والمساجد كانت على رأس الأماكن المدمرة. وقد ذكرت بعض مصادرهم أن السبب الوحيد لانتصار المقاومة بأسلحة بسيطة على قوة غاشمة تعتبر الخامسة في العالم من حيث القوة والإمكانات هو البناء العقائدي لأهالي غزة وأن المساجد كانت الحاضنة لهذا البناء العقائدي، حيث يحفظ عشرات الآلاف من أهالي غزة القرآن وحيث يتردد على المساجد عشرات الآلاف من الأطفال يتعلمون أمور دينهم، مما يجعل البناء النفسي والعقائدي سويا للإنسان. لقد نجحت الصهيونية العربية والغربية في ترويض حركات المقاومة العلمانية التي نشأت خلال الستينيات وما بعدها وحولتها إلي شركاء وحلفاء عبر فتات لا يسمن ولا يغني ومناصب فارغة وشكليات تافهة في الاستقبال والتوديع وامتيازات في السفرات والاقامات، لكنها فشلت وسوف تفشل مع كل من تربى على عقيدة سوية ودين قويم. هذه هي إشكالية الصهاينة الأساسية مع الحركات المقاومة ذات البعد العقائدي الإسلامي الصحيح وليست الحركات التي أسستها الصهيونية ودفعت بها لكي تشوه الإسلام عبر سلوكيات لم تحدث على مدار التاريخ منذ بداية الرسالة وحتى يومنا هذا. لقد كانت المساجد وستبقى هي المصدر الرئيسي لخوف أعداء الله من الإسلام، ولأهمية المسجد في حياة المسلمين فقد كان أول ما قام به الرسول في بناء الدولة الإسلامية هو بناء مسجده في المدينة، ولهذا فإن مسؤولية كل مسلم أن يسعى لإعادة بناء مساجد غزة مرة أخرى لتكون أفضل مما كانت عليه نكاية في الصهاينة ونصرة لدين الله ولأهل غزة الصامدين الصابرين. المصدر: الوطن