تنبأت دراسة أمريكية أن يحتل المغرب مستقبلا صدارة البلدان الإفريقية على المستوى الاقتصادي، من خلال استراتيجية الرامية إلى إرساء شراكات دائمة ومتضامنة مع بلدان القارة السمراء. وأكدت الدراسة، التي نشرتها أمس الاثنين مجموعة التفكير الأمريكية "أطلانتيك كاونسيل"، أنه "بفضل رؤية الملك محمد السادس، يضع المغرب إقلاعه كقوة اقتصادية لدعم الاستراتيجية الافريقية للمملكة". وقالت الدراسة التحليلية، التي وقعها كل من مدير مركز إفريقيا التابع ل "أطلانتيك كاونسيل"، بيتر فام، والعضو البارز بالمركز ذاته وأستاذ العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة بينغهامتون، ريكاردو ريني لاريمون، والتي صدرت بعنوان "إقلاع المغرب قاعدة مركزية للأعمال بإفريقيا"، (قالت) أنه في إطار هذه "الدبلوماسية الاقتصادية"، أعلن الملك سنة 2000 عن إلغاء ديون البلدان الإفريقية الأكثر فقرا، وإعفاء منتجاتها المصدرة إلى المغرب من الرسوم الجمركية. ولاحظا المحللان الاقتصاديان أن المملكة، التي تعد "ملاذا للاستقرار، بمدخل قارة إفريقية عرضة للاضطرابات، طورت ما هو أكثر من العلاقات الاقتصادية والتجارية مع جميع أنحاء القارة بل وخارجها، كما تساهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني بالمنطقة، ما يجعل المغرب أرضية جذابة بشكل خاص للاستثمارات الخارجية، وشريكا مؤثرا للولايات المتحدة في أفريقيا". وأبرز "أطلانتيك كاونسيل" أن المغرب، وإلى غاية اللحظة، يعتبر "البلد الوحيد بإفريقيا الذي أبرم اتفاقا للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة، وهو الاتفاق الذي تجدد وتعمق مؤخرا، خلال سنة 2013، بالتوقيع على اتفاق لتسهيل التجارة". وبعد أن أشارت الدراسة إلى الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تحسين الإطار الماكرو اقتصادي، سلطت الضوء على الاصلاحات "الجريئة" التي مكنت المملكة من أن تصبح من بين البلدان "الخمسة الاوائل" المستقبلة للاستثمارات بإفريقيا، ومن بين "الثلاثة الأوائل" الأكثر تنافسية وفق التصنيف الإفريقي للمنتدى الاقتصادي العالمي. ولاحظت الدراسة التحليلية أن "المغرب جنى خلال العقد الماضي ثمار الإصلاحات التي انطلقت في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ومنذ بداية حكم الملك محمد السادس"، كما يدل على ذلك ارتفاع معدل النمو من 2,2 إلى 5 في المئة، وخروج أزيد من مليون ونصف مليون مغربي من دائرة الفقر. وخلص بيتر فام وريكاردو ريني لاريمون إلى أن دينامية الإصلاحات، التي انطلقت تحت قيادة جلالة الملك، دفعت بالمديرة العامة لصندوق النقد الدولي إلى وصف المغرب بأنه "ركيزة للتنمية في المنطقة".