بإصداره لبلاغ "انتهى الكلام" يوم أمس، الأحد 08 يناير الجاري، يكون عبد الإله بنكيران، الامين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة المعين من طرف الملك محمد السادس، قد أعاد المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة إلى "نقطة الصفر"، وأنهى مرحلة جديدة من "الشونطاج" دخل فيها حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة "عزيز أخنوش"، بدعم من أحزاب "الحركة الشعبية"، "الاتحاد الدستوري" و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية". فما هي السيناريوهات المطروحة بعد هذا البلاغ؟ انخرط محللون ومتتبعون للمشهد السياسي المغربي منذ أمس، الأحد، في توقع السيناريوهات التي أمام رئيس الحكومة المعين من أجل تجاوز "الانسداد"، الذي ، حسب نظرهم، تسبب فيه "بشكل خاص أخنوش وحزبه". وأجمع أغلب المحللين ونشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على أن عبد الإله بنكيران سيتجه نحو تشكيل "حكومة أقلية" من ثلاثة أحزاب سياسية هي "الاستقلال" و"التقدم والاشتراكية"، إضافة إلى متصدر استحقاقات 7 أكتوبر 2016، "حزب العدالة والتنمية"، قبل الذهاب إلى مجلس النواب لنيل الثقة أو ضدها. وفي هذه الحالة، فإن الأمر سيطرح خيارين لا ثالث لهما: الأول، أن "ينتصر" نواب الأمة عبر التصويت السري لعبد الإله بنكيران ويمنحوه الثقة بالأغلبية، وبالتالي "انقلاب" النواب من أحزاب بلاغ "تحالف أخنوش" على قيادات أحزابهم. والثاني: حجب الثقة عن "حكومة الأقلية"، مما يعني العودة إلى الشعب من جديد عبر انتخابات جديدة يراها متتبعون "مكلفة ماديا وسياسيا" على المغرب. ويتوقع بعض المحللين أن الخيار الثاني إذا وقع، أي العودة إلى الانتخابات، فإن المشاركة في التصويت ستكون كبيرة، وسيزداد عدد المصويتين لفائدة حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده بنكيران، ومن غير المستبعد منحه عدد مقاعد قد يصل إلى ال200، حسب تعبيرهم. من جهة أخرى، اعتبر آخرون أن معركة "كسر العظام" ضد بنكيران، التي دخل فيها "أخنوش" مؤخرا للضغط على رئيس الحكومة المعين من أجل تقديم مزيد من "التنازلات" بعد "التخلي" عن حزب الاستقلال، عرت "خيوط اللعبة" المحاكة بعيدا عن عيون الشعب، والتي كانت تهدف في البداية إلى "الدفع" بحزب الأصالة والمعاصرة لقيادة الحكومة، لكن عدم تصدره لاستحقاقات 7 أكتوبر 2016، أخرج "مخططا جديدا" هو ما أسماه "حميد شباط" ب"مؤامرة 08 أكتوبر"، وكان سببا في إفشاله هو أيضا. وذهب المحللون إلى "المخطط الثالث" ضمن "اللعبة"، يعتمد في كل تفاصيله على رجل الأعمال، "عزيز أخنوش"، الذي تم إيصاله إلى رأس حزب "الحمامة" ليدخل في معركة "شد الحبل" مع بنكيران، انتهت بالعودة إلى نقطة الصفر، بعد استبعاد حزبي "أخنوش" و"العنصر" من مشاورات تشكيل الحكومة! فبماذا سينتهي هذا "المسلسل السياسي" المشوق وغير المسبوق بالمغرب؟