يعرفُ القاصي و الداني تعلق عبد الإله بنكيران بوالدته "لالة مفتاحة الشامي" التي تعلم منها السياسية، حرصه الشديد في طول حياته على أن يكون بقربها وأن لا يفارقها، ويسمع لنصائحها وتوجيهاتها. الحاجة "لا مفتاحة الشامي الخزرجية" فاسية المولد شامية الأصل بنسب يمتد إلى الصحابي الجليل سعد بن عبادة، تشربت النضال والدفاع عن الوطن لما كانت تخرج في المظاهرات للمطالبة بعودة محمد الخامس. لا يمل عبد بنكيران من الحديث عنها والإستشهاد بها في حوارته وخطابته، و لا يقوى عن مقاومة دموعه حين يتذكر مرضها الذي ألم بها في الشهور الأخيرة. تعلمت من مدرسة الحياة الكثير، فلم يمنعها عدم دراستها من تعلم القراءة في دروس محو الأمية، بل حصلت على رخصة السياقة. ومن اللحظات السيئة التي عاشتها لالة مفتاحة يوم تم إعتقال إبنها الذي كان برفقتها في السيارة، فعاد إليها بعد ثلاثة شهور من الإعتقال بدرب مولاي الشريف السئ السمعة. لا شك أن عبد الإله بنكيران سوف يتأثر بوفاة والدته لالة مفتاحة الشامي التي رحلت لدار البقاء في التسعينيات من عمرها. وفاة معلمة عبد الإله بنكيران تتزامن تقريبا ذكرى وفاة عبد الله باها الذي توفي بواد الشراط بعد أن صدمه قطار في ليلة السابع من دجنبر من سنة 2016، فيكون شهر دجنبر شهر الحزن في بيت بنكيران.