شكلت صورة الرسول صلى الله عليه وسلم في الفكر الإستشراقي موضوع مولود جديد في المكتبات الوطنية، بعنوان ""الرسول في مرآة الفكر الإستشراقي"، يقف عند ما وقع فيه المستشرقون من تهافت، وتأويلات مغرضة ومجانبة لروح العلم. وبحسب الكاتب أحمد بابانا العلوي فإن "هدف المستشرقين من إلغاء البعد الروحي والقدسي للنبوة في شخص النبي وإبرازه بوصفه زعيما سياسيا وقائدا عظيما..، هو طمس دور ظاهرة النبوة كقوة فاعلة كقوة فاعلة في التاريخ تتجلى في الصراع بين الحق والباطل عبر القرون المتطاولة". ويذهب الكاتب إلى اعتبار "أمانة العلم تتجلى في العدالة في الرواية، فالشهادة عبارة عن استقامة ترجع إلى قيمة راسخة في النفس، تحمل على ملازمة التقوى والمروءة، حتى تحصل ثقة النفوس بصدقه..، فلا ثقة بقول صاحب الهوى الذي يجترئ الكذب للأغراض النفعية". ووقف الكاتب عند المصادر التي اعتمدت عليها الدراسات الاستشراقية ليخلص إلى ملاحظة "دعوة جمهرة المستشرقين لاعتبار القرآن المصدر الوحيد للسيرة النبوية، كان الغرض منه إنكار معظمهم، لواية المصادر الإسلامية للسيرة، وبالتالي حصر إشكاليات البحث حول السيرة، فيما أورده القرآن الكريم، وهذا ما دفع بعضهم إلى ترتيب زمني لسور القرآن". وقام الكتاب برصد الأسس التي تشكلت عليها ظاهرة الإستشراق، وتأسست عليها الكتابات الإستشراقية، كحقل معرفي يدرس الشرق الإسلامي وحوضه الحضاري..، وبناء عليه جاء تطوير دراسة الأديانة المقارنة وعلم اللسانيات، من أجل بناء شبكات المفاهيم والمنظومات المعرفية، التي مكنت النظام الغربي من تشكيل صورة مشوهة للآخر لتأكيد ذاته باعتباره محورا مرجعا تاريخيا علميا وحيدا.. و"عملت أسس الاستشراق على تقديم شخصية النبي باعتبارها نتيجة فاعل اجتماعي املته العوامل الدينية ولإجتماعية والسياسية في الجزيرة العربية.."، يقول الكاتب، مشددا على أن الفكر الإستشراقي يضم تيارات عديدة بعضها يهدف إلى التعرف على الإسلام والتعريف به..والبعض الآخر يتعامل مع المسلمين بخلفية مبيته تهدف إلى النيل، والتجريح تحت ستار العلمية والمنهجية… وتضمن كتاب "الرسول في مرآة الفكر الإستشراقي" ستة محاور أساسية شملت صورة النبي في الكتابات الاستشراقية، والرسول في مناهج الفكر الاستشراقي، ومناهج البحث في السيرة عند العلماء والمفكرين، والسيرة النبوية في الخطاب الاستشراقي، ثم مفهوم النبوة والتاريخ. وتجدر الإشارة إلى أن الباحث احمد بابانا العلوي سبق له أن أصدر كتابين، الأول سنة 2008 بعنوان "فصول في الفكر والسياسة والاجتماع" والثاني سنة 2010 بعنوان " علال الفاسي المفكر السلفي المجدد".