دعت نزهة الوافي، القيادية في حزب "العدالة والتنمية"، سميرة سيطايل مديرة الأخبار في القناة الثانية، إلى تقديم استقالتها من مهامها، بعد بث القناة يوم أمس، فقرة توضح كيف يمكن للنساء إخفاء آثار العنف على أجسادهن، بالموازاة مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. الوافي، وفي تدوينة لها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، قالت "إن أقل ما يمكن تقدمه السيدة الأولى وفاء للحداثة الذي تتغنى به هو تقديم استقالتها على إثر هذا الخطأ الجسيم الذي ينضاف إلى مجموعة برامج إعلامية ممولة من جيوب المواطنين ولا تعمل إلا على احتقار ذكائهم وتسطيح وعيهم". وأضافت الوافي بقولها "نعتذر لكل النساء المغربيات بمناسبة هذا اليوم فديمقراطيتنا لا زالت لم تصل لمحاسبة سيدة على رأس قناة عمومية تقدم منتوجا إعلاميا يقتات من الهشاشة الاجتماعية، والجهل، والفقر، والأمية، والإقصاء، وتكريس الصور النمطية المدمرة للتماسك الاجتماعي، وتهمش الكفاءات الاعلامية التي تزخر بها القناة التي تشرف على برامجها، لتنهل من حكايات المسلسلات المدبلجة الغارقة في مواضيع الجنس والطلاق والخيانة والزواج… كل ذلك تحت مبررات ليس فيها حد أدنى من المسؤولية التربية على القيم الاصالة المغربية فيما يتعلق بدور الاعلام المواطن حقا في المجتمعات، دوره في التزام الحقيقة والديموقراطية في الإخبار والتوعية والتثقيف والترفيه وتربية الحس المتحضر". واعتبرت القيادية في "البيجيدي" أن ما حصل يعد "ترجمة لمجسم هلامي لما يسمى عندنا إعلاما لا يليق برصيد قرون من حضارة وثقافة إمازيغية حسانية عربية إسلامية متماسكة للمملكة المغربية تكرم المرأة وتدعوها لثتور ضد العنف لا للتعايش معه بالماكياج". وأوضحت المتحدثة أن القناة الثانية الممولة من ضرائب المغاربة "من المفترض أن تقدم خدمة عمومية كما هي في الدول الديمقراطية والتي تعجبك، وتعجبنا ديمقراطيتها التي وجب أن تستوعبيها، إعلام يتعامل بديمقراطية مع التحضر في عمقه لا واجهة تتعرى كما تعرت في حلقة تعلمي كيف تخفي آثار العنف بالماكياج في المجتمع، وليس إعلاما إقصائيا وانتقائيا، إعلام يعالج التحديات التي يواجهها نساؤنا اليوم من خلال برامج إعلامية تربوية وتثقيفية وترفيهية تكون لهم مناعة وحماية لهن اجتماعيا وثقافيا وسياسيا من العنف".