أصبح العالم الإسلامي الآن يعرف ضعف فكري كبير مما جعل المسلمين تتراجع قيمتهم، عند دول العالم وخصوصا الغرب، وهذا الضعف والجمود الفكري، جعل العالم الإسلامي عموما والمغرب خصوصا، يعرف جمود صناعي، الذي أصبح الآن أساس التنمية، بل ساسها . ولكن السؤال الذي لا يستحي من طرح نفسه هو ما السبب وراء هذا الجمود؟، رغم أن أسلافنا كان يضرب بهم المثل، كابن رشد و ابن خلدون، و ابن سينا و غيرهم . و أنا شخصيا أرجع السبب في هذا إلى الفرد والمتعلم عينه، لأن الآن أصبحت فرص عديدة لطلب العلم والاجتهاد، مقارنة مع القرون السالفة التي كان إذا أراد طالب العلم كتاب أرسل رسالة أو سافر، أيام وشهور لكي يحصل على الكتاب الذي يريد، و لكن أنظر الآن أصبحت المكاتب تحيط بنا من كل مكان والكتب في الشوارع والمقاهي وبأثمان مناسبة لكل طالب. رغم هذا وربما سيقول قائل إني لا أتوفر على المال الكافي لاقتناء الكتب التي أصبحت منتشرة في كل الأمكنة، وأنا أقول لك يا كسلان إن الكتب الآن في النت ، مجانا، فبمجرد نقرة واحدة وتهب عليك المعلومات والكتب هبا ، يا طالب و يا طالبة لا حجة لنا الآن لكي نتستر ورائها، فعلينا أن نضع يدا في يد ونعيد الاعتبار لأنفسنا وللأجيال القادمة من بعدنا بطلب العلم. و للإشارة فإني لا أقصد بطلب العلم، طلب العلم الشرعي، بل حتى العلوم الوضعية، لأن الكل سينفعك في حياتك و حياة من بعدك، والله إنا الوضع الذي نحن فيه الآن يبكي، فكيف سيكون حالك يا مغربي إذا سألك سائل عن مرتبة بلادك في التعليم، وبماذا ستجيب يا طالب يا طالبة، و الله إن هذا لخمول وركود و غباء و كسل و كل ما يدمي القلب . ولكن للأسف نجد الكثير من الطلبة يتسترون وراء عبارة " الظروف لا تساعد على تطور العلم بالمغرب " و أنا أقول لك اسأل بعض الأساتذة الذين يدرسونك عن الوضع الذي كانوا يدرسون فيه، وكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه، و سيهدم ستارك يا أخي .