اعتبر سياسيون دوليون ومحللون سياسيون مغاربة والأجانب أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال63 لثورة الملك والشعب، يُعزز مكانة المغرب في الساحة الدولية، وأنه تأكيد على تشبث المغرب ب"التضامن الإفريقي" و"الإسلام الأصيل". داتي: الخطاب الملكي يعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية وفي هذا الصدد، أكدت النائبة الأوروبية رشيدة داتي أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس بهذه المناسبة "حدث تاريخي"، من شأنه "تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية كنموذج وكبوصلة لقرننا الحالي، من خلال تقديمه لأجوبة دقيقة للتحديات الراهنة"، داعية رؤساء الدول الغربيين إلى "الاستلهام منه ". فبخصوص الحرب على الإرهاب، أبرزت وزيرة العدل الفرنسية السابقة أن "المملكة المغربية تفرض نفسها كفاعل استراتيجي لا محيد عنه " مشيرة إلى أن" التفكيك المستمر للخلايا الجهادية، والتعاون النموذجي الذي يجمع بين المغرب وفرنسا في مجال الاستخبارات، والنهوض بالإسلام المتسامح، يساهم في تعزيز أمن فرنسا وتقديم أجوبة على تساؤلاتنا أمام ظاهرة التطرف الإجرامي ". القناة البلجيكية الأولى: الملك يوجه خطابا مباشرا لمغاربة الخارج للدفاع عن الإسلام السمح من جهتها، نوهت القناة التلفزية العمومية البلجيكية الأولى (إر تي بي إف)، إلى أنه لم يسبق للملك أن توجه مباشرة بهذا الشكل إلى أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج لحثهم على أن يكونوا في طليعة المدافعين عن الإسلام السمح " كما كان الشأن في هذا " الخطاب الكبير إلى الأمة". وقالت (إر تي بي إف) إن الملك محمد السادس يكثف المبادرات منذ أشهر عديدة حتى يمارس المواطنون إسلاما متسامحا ومعتدلا " مضيفة أن جلالة الملك " يزور حتى السجون حيث يحظى هناك بإعجاب لا حدود له ". وقالت " اليوم، يدعو جلالة الملك محمد السادس إلى تشكيل جبهة موحدة من المؤمنين لمواجهة التطرف " مشيرة إلى المقتطف من الخطاب الذي أكد فيه جلالته على أنه " وأمام انتشار الجهالات باسم الدين فإن على الجميع، مسلمين ومسيحيين ويهودا، الوقوف في صف واحد من أجل مواجهة كل أشكال التطرف والكراهية والانغلاق." السحيمي: الخطاب الملكي جاء تحت شعار "التضامن الإفريقي والإسلام الأصيل" من جانبه، قال المحلل السياسي مصطفى السحيمي إن الخطاب يندرج تحت شعارين يتمثلان في التضامن مع المغرب الكبير وإفريقيا، إلى جانب الدفاع عن الإسلام الصحيح . وأوضح السحيمي أن تضامن المغرب ينعكس من خلال العديد من الأحداث المتعاقبة، وأن "المغرب في بداية سنوات الخمسينيات، قدم الدعم الملموس لجبهة التحرير الوطنية الجزائرية لمواجهة الاستعمار الفرنسي"، معتبرا أن نفي الملك الراحل محمد الخامس ، طيب الله ثراه، كان عاملا حاسما في التنسيق المغاربي من أجل استقلال الجزائر. وأشار في هذا الصدد، إلى أن ثورة الملك والشعب التي حملت قيما ومبادء عدة، كانت بمثابة حافز لحركة واسعة للتحرير في المنطقة والقارة، مشددا على ضرورة "تجديد هذه الروح بأوجه عدة، بغية رفع التحديات التنموية والأمنية". وأكد أن المغرب يعمل بعزم في هذا الاتجاه، كما لا يدخر جهدا لوضع حد للاضطرابات والمعاناة التي يئن تحت وطأتها المغرب الكبير وإفريقيا، مضيفا أن المملكة تعمل جاهدة حتى تمتلك القارة مصيرها بيديها، وتثق في قدراتها، وتعمل على وضع مسارات ووسائل تثمينها. طوسى: خطاب استنتاج ومواجهة واعتبر المحلل السياسي، مصطفى طوسى، في مقال نشر أمس الاحد بالموقع الفرنسي (أطلس أنفو) أن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، هو في الآن نفسه خطاب "استنتاج ومواجهة ". وأضاف طوسى في مقاله الذي حمل عنوان "محمد السادس يحشد ضد التعصب" أن الخطاب الملكي تطرق الى الاسباب والدوافع الكامنة وراء اهتمام المغرب بافريقيا، وطريقته في تدبير أزمة الهجرة، وتشخيصه لمصدر العلل الافريقية،وتصميمه على التصدي لعوامل التطرف والارهاب ، وخداع الشباب والايقاع بهم ودفعهم الى ارتكاب أعمال ارهابية . وفي ما يتعلق بانخراط واهتمام المغرب بافريقيا، أكد كاتب المقال ان جلالة الملك قدم مجددا تحليلا فريدا ونادرا في زمننا الحالي من خلال الاشارة بشكل واضح الى مسؤولية الاستعمار عن المشاكل التي تعاني منها افريقيا اليوم. خبيرة يابانية: الخطاب الملكي ينسجم تماما مع منطق مؤسسة إمارة المؤمنين إلى ذلك، أكدت رئيسة مجموعة البحث الدولي للدراسات عبر الإقليمية والمناطق الناشئة، اليابانية كى ناكاغاوا، أن الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب "ينسجم تماما مع منطق مؤسسة إمارة المؤمنين". وأشادت ناكاغاوا، أستاذة الدراسات الدولية بجامعة هاغورومو باليابان، بمضمون الخطاب الملكي الذي ندد بظاهرة التطرف والإرهاب، معربة، في هذا الصدد، عن ارتياحها لجهود المصالح الأمنية المغربية لمساعدة جميع البلدان الشقيقة والصديقة، لاسيما بأوروبا، من أجل مكافحة الإرهاب. وقالت الخبيرة اليابانية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب يحظى باعتراف دولي لجهوده في مجال مكافحة الإرهاب، معتبرة أن التعاون المكثف بين مصالح الاستخبارات المغربية والأوروبية، والذي يجد جذوره في التاريخ المشترك بين المملكة والقارة العجوز، يمثل حجر الزاوية في مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن في المنطقة".