لم ينظّم المغرب منذ عام 1989 أي قمة عربية، سواء عادية أو طارئة، داخل البلاد، وتكرّس هذا الأمر، خصوصاً بعد وصول الملك محمد السادس إلى سدة الحكم عام 1999، في ظلّ عدم حضوره أي قمة عربية. بالتالي تكتفي المملكة بإرسال وفود يترأسها إما رئيس الحكومة أو وزير الخارجية. وقد احتضن المغرب عبر تاريخه سبع قمم عربية عادية وغير عادية، منذ نيله الاستقلال عام 1956. أول تلك القمم كان مؤتمر القمة العربية بالدار البيضاء عام 1965، ثم مؤتمر الرباط في 1969، فمؤتمر الرباط 1974، ومؤتمر القمة الثاني عشر في نوفمبر 1981، والمؤتمر غير العادي الثاني في فاس عام 1982، والمؤتمر غير العادي الثالث عام 1985، ثم المؤتمر غير العادي السادس عام 1989. بالتالي كانت علاقة المغرب بمؤتمرات القمم العربية متباينة بين مرحلة الملك الراحل الحسن الثاني، والذي احتضنت البلاد جميع تلك القمم في عهده، مترئساً بنفسه وفود المغرب إلى قمم عربية في بلدان أخرى، وبين مرحلة العاهل الحالي الذي لم تحتضن البلاد في فترة حكمه أية قمة عربية، ولم يسبق له أن شارك شخصياً في أية قمة عربية. العلاقة "الفاترة" بين المغرب والقمم العربية جسّدها قرار الملك محمد السادس في فبراير/ شباط الماضي بالاعتذار عن تنظيم الدورة ال27 للقمة العربية، والتي كان مقرراً أن تحتضنها المملكة، قبل أن يتقرر تنظيمها في العاصمة الموريتانية نواكشطيومي 25 و26 يوليوز. وكشف بيان سابق لوزارة الخارجية المغربية دواعي رفض المملكة احتضان القمة العربية، وقد تنسحب الأسباب على امتناع العاهل المغربي عن حضور القمم العربية السابقة وقمة موريتانيا أيضاً، باعتباره أن "القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها، أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي". وتوقع العاهل المغربي فشل القمم العربية المنعقدة في السياق الجيوسياسي الراهن، إذ وفقاً لبيان وزارة الخارجية فإن "الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية".