هل تذكرون جميعا >حايحة< التلفزيون المغربي وبعض الجرائد وحتى الأطر المغربية التي قدمت أكثر من رسالة مشفرة في قالبها الرمزي ورسائل واضحة دعما لا مسبوقا للمنتوج المغربي بعد الإقصاء المذل في كل من مصر وغانا والإعلان مطلقا عن تدمير القوة الإحترافية التي كانت ولازالت الرافعة الأساسية لمنتخب المغرب؟ هل تذكرون كم من إطار صعد للتلفزيون ينساق مع المنشطين الإعلاميين ليضرب طابع الإحتراف بقوة الهواية؟ وهل تذكرون كيف عاش المحترفون مسلسل التدمير المنهجي لرفع قيمة اللاعب المحلي في نظر البعض؟ اليوم يكون المنتخب المحلي أو الرديف قد أظهر للكل طاقته الإبداعية والبدنية والتجريبية في سياقها الدولي بدون فائدة، وبدون لسان طويل في التعامل مع الحدث القاري بجرأة الرجال والشجعان في مباراة عمر واحدة تفصلهم عن عيد التأهل·· اليوم تتأكد الصورة على أن الأطر المغربية المحللة سابقا كانت خاطئة في توجهاتها ورؤاها الفنية لكونها لا تدرك أن سوق الأندية المغربية خاوية من النجوم، وخاوية من الطيور النادرة كما أكدت ذلك غير ما مرة لغياب توجه وإرادة العين المجردة لاختيار تكاملية اللاعبين من أرجلهم إلى رأسهم·· وليس هناك ما يمنحنا تلقائيا الإعتداد بالنجومية الفاعلة والمثمرة عوض النجومية المغشوشة التي تمهد حضور جيل جديد مريض بالأنانية والبصق وسوء الأخلاق، وبأداء أقل ما يقال عنه أنه أداء عادي، وليس هناك ما يطرح لاعبا كبيرا في سوق النجومية التي يبحث عنها كبار الأندية الأوروبية على غرار وجع سوق الخليج· لن نكذب على أنفسنا، أحببنا أم كرهنا أن لنا لاعبين عاديين في كل الأدوار، وليس هناك من يحلم بدور الدولية على أعلى مستوى من الإحترافية ليكون مثل جيل الأمس الخاثر بالموهبة والإبداع وبقلة المال والإمكانيات على خلاف الزمن المقلوب اليوم بجرعة موهبة مبحوث عنها بالريق >الناشف< وبمال يغزو سوق التداولات بالأجور والمنح الكبيرة·· لن نكذب على أنفسنا إن قلنا حتى أسطول الجيش المتصدر للبطولة، لا يملك ذات جنون الماضي الكبير بنجومه، بل يملك نجوما عادية جدا رغم أنه حاضر بقوة في المنتخب المحلي دون أن يفيد على الإطلاق دفاعيا ووسطيا مع كامل إحترامي للجيش ولأنصاره وقس على ذلك جميع الأندية بما فيها الوداد والرجاء مع إستثناءات جد قليلة، ما يعني أن بطولة المغرب عادية جدا رغم أننا كإعلاميين نحاول جهد الإمكان رفع نسبة ودرجة الجولات بكامل الحرارة والإيقاع والندية بحثا عن النجوم الكبيرة وتحفيز الجميع بكلمات الدعم المعنوي، لكن ما من هذا الكلام حضر على الأرض لأن سوق اللاعبين، وسوق الإنتقالات خاوية من الطيور النادرة كما أكدت ذلك في عمود الإثنين· ما أعرفه أن المحترفين هم صانعو الحدث مهما قيل فيهم، وهم أكبر من الهواية المخدوشة حتى ولو كان بعضهم لا يتساوى مع البعض والأكثرية الموجودة بأوروبا·· وليس أكثر من نجمية من يقدم اليوم رسائل كبيرة بالدوريات الأوروبية على غير عادة الخليج الذي يقلل من كفاءة المحترفين المهاجرين من البطولة المغربية للتنفيس على المعطى الإجتماعي أكثر منه على المعطى الوطني والدولي·· وكما قلت غير ما مرة أن الخليج لا يفيدنا في شيء، وأكثر من يهاجر من البطولة إلى الخليج عوض أوروبا لا يفكر في المنتخب قبل أن يفكر في مصلحته ونفسه وعائلته·· وله الحق في ذلك·· ولا يمكن أن يعتقد نفسه لاعبا دوليا مؤشرا عليه داخل المنتخب الوطني بقيمة ما يستحقه المحترف المغربي بأوروبا، باختلاف العقلية الإحترافية والإنضباط والتنافسية· أتركوني أقول الحقيقة لأن بطولتنا ضعيفة، ومسيرو الأندية ضعفاء، ولاعبونا ضعفاء، ومؤطروا الفئات الصغرى ضعفاء في تهييء الخلف المحلي·· وأتركوني أقول الحقيقة لأن بليندة أجبر على أمره، ومن إختار الرجال ليس هو·· وأكثر من ذلك وهو الأهم·· أين هي القتالية؟ أين هو حس الكومندو؟ وأين هي عين الرجل التقني الثاني مع بليندة؟ الجواب·· هناك سر ما في عملية الإقصاء·· وليس هكذا يؤكل دفاعنا بهذه الشراهة من طرف منتخب ليبي أقل بكثير وكثير من خصوم القارة السمراء··