فاز الجيش الملكي على مضيفه المغرب الفاسي بهدف دون رد في المباراة، التي جمعت بينهما مساء اليوم الأحد على أرضية ملعب المركب الرياضي بفاس، برسم الدورة التاسعة من البطولة الاحترافية اتصالات المغرب لأندية القسم الوطني الأول لكرة القدم. لم يكن مسموحا أبدا للمغرب الفاسي بالتعثر سواء بالإكتفال بالتعادل أو الإندحار في هوة الخسارة وهو يستقبل ضيفه الجيش الملكي المنعتش بإستفاقته بعد بدايته الكارثية، ولم يشأ الغريق الفاسي أن يحكم على نفسه بالغيبوبة مبكرا في ذيل الترتيب رغم تغييره للطبيب وإستنجاده بآخر مختص في المستعجلات. النمور وبأنياب ناعمة ومخالب مكسرة أعلنوا حالة الطوارئ ودقوا ناقوس الخطر ضد العساكر الذين زحفوا إلى ساحة المعركة بهدوء بعد التماثل للشفاء، الشيء الذي جعل من القمة الفاسية الرباطية حوارا مثيرا وناريا حُرمت فيه الهزيمة على الطرفين وأشهِرت فيه أسلحة الإغتيال عن سبق الإصرار والترصد. الفريقان دخلا بتشكيلتهما الأساسية المثلى أمام حضور جماهيري لا بأس به وفي طقس بارد، والذي حاول المهاجم العسكري بوشعيب السفياني أن يدفئه مبكرا بعدما إنسل في الدقيقة الأولى من الجهة اليسرى وسدد لكن جانبا، ليرد عليه المدافع عبد الرحيم بنكجان برأسية بديعة أبعِدت للزاوية بعد ضربة خطأ نفذها العميد النمساوي، وطغت الحيطة والحذر على أداء الجانبين خصوصا من الفريق المضيف الذي بالغ في جس النبض وتأخر كثيرا في الدخول إلى المباراة، فغابت عنه الجرأة الهجومية بإستثناء بعض المناورات الخجولة من الأطراف عبر جناحيه التغناوتي وكوني لكن يقظة حمال والشيخي كانت لهما الكلمة العليا، وفي ظل الإنكماش الفاسي حاول الجيش المباغثة فكان السفياني والنغمي نشيطين في أكثر من مناسبة إلا أن الخطورة لم تطأ معترك الحارس الكيناني، ومضت باقي الدقائق بإيقاع جد متوسط وبتهديدات نادرة أبرزها وأفضلها تلك التي أتيحت للقناص سيلا في الدقيقة 45، لكن رأسيته الجميلة وجدت تدخلا صحيحا وموفقا للحارس الحواصلي، لينتهي بعدها الشوط الأول العقيم والرتيب بالتعادل السلبي الممل والمستحق. الشوط الثاني إنقلبت فيه المعطيات وتغيرت فيه الأجواء فذهب الحذر وحضرت التهديدات والحملات الهجومية، وإرتفع الإيقاع بجلاء فكان العنوان السريع هدف جميل من قدم يوسف أنور على بعد 25 مترا من تسديدة غاية في التركيز والإتقان، هذه الطعنة الغادرة من إبن فاس أيقظت الحس الهجومي للماص الذي تحركت آلته فجاءت جل التهديدات عبر المهاجم النشيط كوني، فجرب الأخير حظه في الوهلة الأولى عبر ضربة مقص ضعيفة ثم محاولة ثانية أخطر حينما تلاعب الرجل بالدفاع العسكري وقام بالصعب، لكن إنفراده وتسديدته إعترضها صد ولا أروع من الحارس الحواصلي (د73)، وتواصل المد الأصفر بعد دخول المهاجمين بنشرقي والبركة إلا أن التسرع وقلة التركيز رافقا الهجمات الفاسية، في وقت نهج فيه الجيش الهجمات المرتدة مكتفيا بغلق المنافذ وتنويم الخصم، وجرب العميدان النمساوي والشاكير حظهما معا عبر تسديدتين محاديتين، وأفلح المدرب روماو في تكتيكه الناجع أمام حيرة لافان فتفوق بذكاء وحكمة في قيادة سفينته نحو النجاة من اللغم الفاسي، ليحلق بالجيش برابع إنتصار الذي إرتقى به للمرتبة السادسة ب 14 نقطة، بينما سقط المغرب الفاسي في وحل خامس خسارة وظل غريقا وحده في ذيل الترتيب ب 6 نقاط.